ربما تلاحظين - أو يلاحظ من حولك - تعرضك لنوبات متكررة من الغضب والتوتر والمزاج السييء دون أن يكون لذلك أسباب واضحة في معظم الأحيان. وتكون هذه النوبات مصحوبة عادة بتشوش الذهن والإحساس بالهزال والضعف الجسدي والافتقار إلى النشاط والطاقة.
كل هذه العلامات تدل على وجود قصور خطير في النظام الغذائي الذي تتبعينه، والذي يجب تقليل بعض عناصره الأساسية أو حتى استبعادها تماما، مع السعي لتحويل هذا النظام إلى نظام غذائي صحي، من خلال دعمه بعناصر أخرى ومكملات غذائية مهمة، لتفادي حدوث نوبات المزاج السييء والضعف الجسدي، أو السيطرة عليها قدر الإمكان.
الكالسيوم مهم حاولي أيضا أن يشمل نظامك الغذائي بشكل دائم بعضا من الأطعمة الغنية بالكالسيوم، لأن خبراء التغذية يوصون بها للتخلص من نوبات المزاج السييء والتوتر غير المبرر. ومن أهم الأطعمة الغنية بالكالسيوم اللوز وغيره من المكسرات، والبروكلي وسمك السلمون والسردين وحبوب السمسم، والخضراوات الورقية الخضراء، والبيض، بالإضافة إلى الألبان ومنتجاتها المتنوعة من الجبن بأنواعه والزبادي والزبد. فكري قليلا، وستجدين أنه ليس من الصعب عليك أن تضمي بعضا من هذه الأطعمة اللذيذة والشهية إلى وجباتك المختلفة، لتحصلي على الفائدة المرجوة، وتتمتعي بالصحة والتألق في حياتك بهدوء دون معاناة متكررة من توتر وقلق ومزاج سييء غير مبرر.
الابتعاد عن الكافيين للسيطرة على التوتر وسوء المزاج، يجب أيضا التوقف عن تناول المشروبات الغنية بالكافيين، وعلى رأسها الشاي والقهوة والكولا، أو على الأقل التقليل من تناولها قدر الإمكان.
ما الأطعمة التي تتسبب في نوبات التوتر والمزاج السييء؟ عليك أن تدققي النظر جيدا في الطعام الذي تتناولينه، فالنظام الغذائي غير الصحي المعتمد بشكل أساسي على السكريات والكربوهيدرات البسيطة والأطعمة السريعة في الوجبات اليومية، يسهم بشكل كبير في تغذية مشاعر القلق والتوتر والمزاج السييء لدى المرأة. وتشير بعض الدراسات العلمية إلى أن المصابين بنوبات المزاج السييء والتوتر بشكل متكرر يعتمدون في غذائهم اليومي على الكربوهيدرات والسكريات بنسبة 75%. يعاني هؤلاء أيضا في الغالب من اضطراب في وظائف الكبد وارتفاع في ضغط الدم وسوء امتصاص الغذاء.
كيف يمكن التغلب على نوبات المزاج السييء والسيطرة عليها؟ للتغلب على نوبات المزاج السييء يجب اتباع نظام غذائي صحي، بحيث يكون منخفض السكريات والكربوهيدرات البسيطة، وخاليا من الأطعمة السريعة المليئة بالدهون المشبعة.
فيتامين ب5 يوصيك خبراء التغذية كذلك بالحرص على دعم نظامك الغذائي بالأطعمة الغنية بفيتامين ب5، مثل الأفوكادو والبقول واللحم البقري الخالي من الدهون والماشروم وسمك الماكريل والبطيخ والأنانس. بالإضافة إلى كل هذه الأطعمة الغنية بفيتامين ب5، يمكنك دائما الحصول على هذا الفيتامين من خلال المكملات الغذائية، بعد استشارة الطبيب، أو خبير تغذية متخصص.
المعادن والأملاح ... ما يزيد عن حده قد ينقلب إلى ضده المكملات الغذائية المحتوية على المعادن المختلفة مهمة بالطبع لضمان حصول الجسم على ما يحتاجه من هذه العناصر والأملاح الضرورية، لكن يجب توخي الحذر عند تناول مثل هذه المكملات، لأن تناول ما يزيد عن حاجة الجسم منها يضر ولا يفيد، ويسهم في حدوث نوبات المزاج السييء والاضطراب العصبي نتيجة حدوث عدم توازن بالجسم. لذا ينصحك خبراء التغذية بعدم تناول المكملات الغذائية دون استشارة طبيب متخصص، ليصف لك بالضبط الأنواع والكميات التي يحتاج لها جسدك، لتتناوليها دون زيادة أو نقصان. ابدئي على الفور، واهجري نظامك الغذائي غير الصحي، لصالح نظام آخر صحي، غني بكل أو معظم ما تحدثنا عنه من أطعمة ومكملات غذائية مفيدة، في سبيل السيطرة على نوبات المزاج السييء المزعجة لك ولمن يحيطون بك.