الساعة الحيوية أو الساعة البيولوجية للكائنات الحية وهي ساعة داخلية فطرية تسير ذاتياً، لكن يعاد ضبطها بمؤثرات خارجية، وهي التي تنظم وقت النوم والشعور بالجوع والتغيرات في مستوى الهرمونات ودرجة الحرارة في الجسم،
تتفق غالباً مع دورة الليل والنهار، أو مع تعاقب الفصول، أو مع دورة المد والجزر, أو مع التموجات التي تحدث في العوامل البيئية مثل الضوء والحرارة والرطوبة النسبية،
فالسلوك الذي يحدث يومياً يعرف بالإيقاع أو التواتر اليومي. فهناك بعض الحيوانات تكون نشيطة في أثناء النهار، وتنام في الليل. وحيوانات أخرى مثل الخفاش تنام في النهار وتصطاد في الليل من الناحية الفسيولوجية،
نجد أن الإنسان في الصباح يختلف عنه في المساء فالتنفس والنبض والنشاط الإنزيمي، وحرارة الجسم، وإفراز الهرمونات، وغيرها من العمليات الفسيولوجية، كلها تختلف على
مدار اليوم الواحد. كما أن هناك أنماطاً سلوكية تحدث سنوياً وتعرف بالإيقاع السنوي ومثال ذلك هجرة الطيور خلال فصل الخريف.
فمثلاً إذا سافرت إلى الولايات المتحدة حيث الفرق في التوقيت 7 ـ 9 ساعات. فإنك ستجد صعوبة في أن تخلد للنوم في ليل الولايات المتحدة الأمريكية الذي يقابل نهارالكويت.
حيث إن ساعتك البيولوجية مضبوطة على توقيت الكويت ويستغرق الأمر بضعة أيام حتى تعدل ساعتك البيولوجية ضبط نفسها على توقيت الولايات المتحدة الأمريكية لكن يجب أن نتذكر مرة ثانية أن الجهاز العصبي والجهاز الهرموني مشتركان في التحكم في هذه الأنماط السلوكية الإيقاعية.
ويؤكد العلماء، على أن كل شيء في جسم الإنسان وراثي، والساعة البيولوجية ليست استثناء. وقد تمكن العلماء من برهنة قدرة الساعة البيولوجية في تحديد ساعة وفاة الإنسان.
وجمع ميتشل موفيت مؤسس قناة AsapScience على "يوتيوب " وهي قناة مختصة بالعلم، ونقل المفاهيم العلمية باستخدام الرسومات الملونة
وبطريقة سهلة وبسيطة،حقائق علمية عن تأثير نظام النوم في الذكاء والصحة وميل الشخص نحو العادات السيئة.
واتضح أن هناك علاقة ثابتة بين الجين PER1 واحتمال الوفاة في هذا الوقت أوذلك. فمثلاً الشخص الذي ينام متأخراً يتوفى عادة في الساعة السادسة مساء، والشخص الذي ينام مبكراً يتوفى في الساعة 11 صباحاً.
نشر موفيت عام 2012 مقالة علمية، جاء فيها أن الإنسان عند
ولادته تكون ساعته البيولوجية مختلة، وتعديلها من واجب علم
الوراثة.
وقد اكتشف أن الجين PER1مسؤول عن الإيقاع البيولوجي للإنسان ويحدد في أي وقت يكون الشخص أكثر نشاطاً، في الصباح أو المساء.
ووفق رأي الباحث، أن الشخص الذي ينام مبكراً، أقل عرضة للكآبة والإدمان على تناول الكحول. أما الشخص الذي ينام متأخراً، فيكون سريع التفاعل مع الأوضاع المعقدة.
يؤكد الباحثون، على أن خصوصية تعديل الساعة البيولوجية للجسم تؤثر حتى في بنية الدماغ.
فالذين يرقدون في وقت متأخر، تكون المادة البيضاء المخية لديهم أقل بكثيرمما لدى الذين ينامون مبكراً، في حين يكون مستوى هرمون الكورتيزول عندهم أعلى.
لذلك هم أسرع في التفاعل والتأثر عندما يواجهون صعوبات في مجال ما، كما أنهم مغامرون وعادة ينجحون في القضايا المالية، وهم مبدعون و متعلمون ويميلون إلى روح المغامرة.