اعلام الجامعة / زيد سالم


صدر حديثا للاستاذ المساعد الدكتور عبد الباسط محمد علي مهدي، استاذ مادة الإخراج الاذاعي ومادة الصوت في قسم الفنون السينمائية والتلفزيونية في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد، كتاب (الفلسفة الابداعية للاخراج الاذاعي) .


ويأتي اصدار هذا الكتاب ضمن سلسلة (العراقية تطبع)، وهو كتاب غني بالمعلومات يسلط الضوء على ابرز المحاور الفلسفية للعملية الابداعية في فن الاخراج الاذاعي، يقف فيه المؤلف على ابرز المفاهيم الفنية واساسياتها في عملية الاخراج، ومفاصل العملية الابداعية للفنون الاذاعية والدراما الاذاعية بوجة الخصوص، وذلك لان مفهوم الدراما في الاذاعة، يدخل في صميم بنية النص الدرامي وعمليات صياغة العمل الفني الجمالي المشوق للمتلقي.


يمتاز الكتاب باسلوب فريد من نوعه، إذ يبدأ فيه المؤلف من بدايات الدراما الاذاعية في العالم، عبر تبلور مفهوم الاخراج حتى يصل الى دور المخرج العراقي في تطوير الدراما الاذاعية ويوثق سيرة اهم المبدعين الذين شكلت اعمالهم الفنية الخزين الفني والثقافي للذاكرة العراقية .


وفي ذروة غمارالقراءة تتحول صفحات الكتاب الى بانوراما حافلة يعرض فيها المؤلف مسيرة عمالقة الفن الاذاعي في العراق ويستعرض اعمالهم الدرامية بصورة مفصلة مثل، (عبد الله العزاوي، يعقوب الامين، شكري العقيدي، مهند الانصاري، صادق علي شاهين، عبد الباري العبودي، فاروق الفياض، عبد المنعم فتحي خطاوي، حافظ مهدي، عزبز خيون.. ..واخرون) .


ويعد هذا التوثيق جهدا موفقا للمؤلف من اجل تعريف الباحثين والمثقفين والطلبة والاعلاميين على الصعيد المحلي والعربي والعالمي بتاريخ الدراما العراقية الحافل والعريق، والتجربة الريادية المميزة والسباقة على مستوى الاذاعات العربية.


ويركز الباحث في كتابة على الكيفيات والمعالجات الدرامية للمسلسلات الاذاعية عبر تحليل نماذج مختارة ومناقشتها مثل (حكاية رجل اسمه منديل) تاليف باسم عبد الحميد واخراج مصطفى عباس، و( رائحة القهوة) ، تاليف يوسف العاني، واخراج سعد عبد الجبار.


ويرى المؤلف في ملخص كتابة ان اقناع المستمع بعالم الحكاية التي تقدم اليه عن طريق الصوت يتطلب من المخرج تجسيد الكلمات الى اصوات ناطقة معبرة ولها ابعادها ومشاعرها وافكارها، الى اماكن تدب الحياة فيها، الى تكوينات سمعية في بناء صورة ذهنية، لتعويض النقص الحاصل في الصورة المرئية.


ويستعرض المؤلف دور المخرج عن طريق المهام والوظائف التي يمارسها، بدئاً من اختيار النص ومعالجة بنيته واختيار الاصوات وتدريبها وملائمتها لابعاد الشخصية لخلق القناعة السمعية، ثم اختيار المؤثرات والموسيقى من اجل تكوين الاجواء الملائمة للانتاج النفي، والحفاظ على الوحدات الفكرية والجمالية والعاطفية ازاء هذه المهام الفكرية والفنية للاخراج لاحظ المؤلف ان للاخراج الاذاعي في العراق تاريخ طويل بالاضافة الى خبرات فنية وفلسفية ابداعية متميزة وهذا المؤلف هو منهج جمالي على مستوى الفن والحرفية، وهو محاولة لتكوين قاعدة موحدة لاسس الاخراج بشكل عام والاخراج الاذاعي بكل خاص.



كتاب عن الفنون الجميلة في جامعة بغداد يوثق المسيرة الابداعية للدراما الإذاعية العراقية