نشرت صحيفة “تليجراف” تقريرًا مصورًا، يوضح بالرسوم البيانية كيف أصبحت كوريا الشمالية الدولة الأكثر بؤسًا في العالم، إذ من المقرر أن يصدر مجلس الأمن قراره هذا الشهر إذا ما كان سيحيل تلك الدولة إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، بسبب إرتكابها جرائم ضد الإنسانية، وجاء التقرير على النحو
التالي:
ت
بين المؤشرات أن سكان كوريا الشمالية أفقر 40 مرة من جيرانهم في كوريا الجنوبية، فعلى الرغم من أن الفرق بين الازدهار الإقتصادي في الدولتين كان ضئيلاً خلال أول عقدين بعد الحرب العالمية الثانية، إلا أنه حدث فرق في دخل الفرد بين البلدين مطلع السبعينات، بعدما اتخذت كوريا الجنوبية سلسلة من الإصلاحات الإقتصادية، أدت إلى ارتفاع مستوى المعيشة، بينما صار الناتج المحلي للفرد في كوريا الشمالية من بين أدنى المعدلات في العالم، حيث يعيش 12 مليون كوري في فقر مدقع.
يبلغ متوسط عمر سكان كوريا الشمالية حوالي 69 عامًا، مقارنة بسكان كوريا الجنوبية، التي يزيد متوسط عمر أفرادها عن 81 عامًا، ولم يتحسن متوسط عمر الأشخاص في الأولى على مدار الـ25 عامًا الماضية.
يرتبط انخفاض متوسط العمر في كوريا الشمالية، بالأزمات الغذائية الحادة التي تعاني منها، فقد شهدت التسعينات مجاعة مدمرة، أودت بحياة نحو 2,5 مليون كوري، وامتد أثر تلك المجاعة على الأجيال الحالية، إذ يعاني ثلث الأطفال من التقزم بسبب سوء التغذية، ويحصل ثلث الأطفال فحسب على تغذية كافية، كما أن متوسط طول الأفراد في كوريا الشمالية أقصر من جيرانهم في كوريا الجنوبية.
يصل عدد أفراد جيش
كوريا الشمالية إلى 1,2 مليون كوري، أي أن نسبة 5% من سكانها في الخدمة الفعلية في الجيش، وهي نسبة أكثر من الضعف مقارنة بالدول الآسيوية المجاورة، كما تفرض أطول فترة تجنيد في العالم، حيث تمتد الخدمة الإلزامية للرجال إلى عشر سنوات، بينما تصل إلى 7 سنوات بالنسبةللنساء
.
تحتل كوريا الشمالية مرتبة متدنية في مؤشر الانفتاح والحرية الإقتصادية، كما تأتي في مرتبة بعيدة خلف العديد من الدول مثل كوبا و زيمبابوي وإيران، من حيث اتخاذ عدد من التدابير مثل سيادة القانون وحرية العمل والتجارة.
وعلى الرغم من تلك الحياة البائسة، إلا أن العديد من الكوريين يجدون صعوبة في الهروب من النظام والنزوح عبر الحدود، منذ تولي “كيم جونغ أون” السلطة عام 2012، إذ أحكم النظام سيطرته على الحدود مع الجنوب، وانخفضت معدلات الهجرة إلى أقل من 2000 شخص خلال العاميّن الماضييّن وفقًا لوزارة الوحدة، بعدما فر في التسعينات نحو 26 ألف شخص عبر الحدود الكورية مع الصين و وروسيا واليابان.