بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
فالإمام الصادق عليهالسلام جعل رتبة زوّار الحسين بمنزلة «المخبتين بالجنّة الّذين لولاهم لانقطعت آثار النبوّة واندرست» (١) ، بل قرنهم بنفسه المقدّسة ، واللافت للنظر أنّنا لم نجد في مجموع أحاديث الإمام الصادق عليهالسلام ـ وهي بالآلاف ـ أنّه عليهالسلام ألْحَقَ صنفا من النّاس بإخوانه أو بنفسه إلاّ زوّار الحسين عليهالسلام.
وإما إن كان عطفاً مغايراً فلم يجعلهم عليهالسلام بمنزلة نفسه أو بمنزلة إخوانه ، لأنّه دعا لنفسه ـ روحي فداه ـ ، ثمّ دعا لإخوانه (٢) ، ثمّ لزوار قبر الإمام الحسين ، فلو كان المقصود هو المعنى الثاني فهو يخالف التفسير الأول ، لكن مع كلّ ذلك فيه فضيلة لزوار الحسين لا يضاهيها فضيلة ، لكونهم خرجوا رغبة في رضوان الله ولإدخال السرور على قلب رسول الله.
فالإمام دعا لهم وترحم على تلك الوجوه التي غيرتها الشمس ، وتلك الأعين التي جرت فيها الدمع ، وتلك الشفاه العطشى داعياً الله لهم الجنة ورضوان وهذا هو دعاء آبائه وأجداده وهو شرف عظيم لزوار قبر الحسين عليهالسلام.
-------
١ ـ وسائل الشيعة ٢٧ : ١٤٢ / ٣٣٤٢٩ ، عن رجال الكشي ١ : ٣٩٨ / ٢٨٦.
٢ ـ لا نعرف المقصود من إخوانه ، فقد يكونوا الأربعة المخبتين وقد يكونوا غيرهم.