يوم الأربعين
أعظم الله لنا ولكم الاجر بذكرى أربعين الحسين عليه السلام بمثل هذا اليوم.كان جابر بن عبد الله الأنصاري(رضي الله عنه) ـ من صحابة رسول الله(ص) ـ أوّل من زار قبر الإمام الحسين(ع) بعد مرور أربعين يوماً من شهادته.يقول عطا مولى جابر: «كنت مع جابر بن عبد الله الأنصاري يوم بمثل هذا اليوم العشرين من صفر، فلمّا وصلنا الغاضرية اغتسل في شريعتها، ولبس قميصاً كان معه طاهراً، ثمّ قال لي: أمعكَ من الطيب يا عطا؟ قلت: معي سُعد، فجعل منه على رأسه وسائر جسده، ثمّ مشى حافياً حتّى وقف عند رأس الحسين(ع)، وكبّر ثلاثاً، ثمّ خرّ مغشياً عليه، فلمّا أفاق سَمعتُه يقول: السلام عليكم يا آلَ الله... »(1).وعند رجوع موكب السبايا من الشام إلى المدينة المنوّرة، وصلوا إلى مفترق طريق، أحدهما يؤدّي إلى العراق، والآخر إلى الحجاز، فقالوا للدليل: مر بنا على طريق كربلاء.فوصلوابل هذا يوم العشرين من صفر ـ أي يوم الأربعين ـ إلى كربلاء، فزاروا قبر الحسين(ع) وأهل بيته وأصحابه، وأقاموا مأتم العزاء، وبقوا على تلك الحال أيّاماً قيل فبينا جابر وعطا ومن معهما كانوا يزورون الحسين(ع) إذا بسوادٍ قد طلع عليهم من ناحية الشام، فقال جابر لعبده: انطلق إلى هذا السواد وآتِنا بخبره، فإن كانوا من أصحاب عمر بن سعد فارجع إلينا، لعلّنا نلجأ إلى ملجأ، وإن كان زين العابدين(ع) فأنت حُرٌّ لوجه الله تعالى.مضى العبد، فما أسرع أن رجع وهو يقول: يا جابر، قم واستقبل حرم رسول الله(ص)، هذا زين العابدين قد جاء بعمّاته وأخواته.فقام جابر يمشي حافي الأقدمين، مكشوف الرأس، إلى أن دنا من الإمام زين العابدين، فقال(ع) له: «أنْتَ جابر»؟ قال: نعم يابن رسول الله، فقال الإمام(ع): «يا جابر هاهُنا والله قُتلت رجالُنا، وذُبحِت أطفالُنا، وسُبيَت نساؤنا، وحُرقت خيامُنا»(3).وعن عطية العوفي قال: خرجت مع جابر بن عبد الله الأنصاري زائراً قبر الحسين بن علي فلما وردنا كربلاء، دنا جابر من شاطئ الفرات، فاغتسل، ثمّ اتزر بإزار وارتدى بآخر، ثمّ فتح صرّة فيها سعد فنثره على بدنه، ثمّ إنّه لم يخط خطوة إلاّ ذكر فيها الله تعالى حتى إذا دنا من القبر قال: المسنيه يا عطية، فألمسته، فخر على القبر مغشياً عليه، فرششت عليه شيئاً من الماء، أفاق قال: يا حسين، يا حسين، يا حسين، ثلاثاً، ثمّ قال: حبيب لا يجيب حبيبه، وأنّى لك بالجواب وقد شخبت أوداجك على أثباجك، وفرّق بين رأسك وبدنك، فأشهد أنك ابن خاتم النبيين، وابن سيد الوصيّين، وحليف التقى، وسليل الهدى، وخامس أصحاب الكساء وابن سيد النقباء، وابن فاطمة سيدة النساء...قال عطية: ثمّ جال ببصره حول القبر فقال: السلام عليكم أيتّها الأرواح الطيبة التي بفناء الحسين أناخت برحله، أشهد أنكم قد أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر وعبدتم الله حتى أتاكم بينا جابر وعطا ومن معهما كانوا يزورون الحسين (ع) إذ بسواد قد طلع عليهم من ناحية الشام ، فقال جابر لعبده : انطلق إلى هذا السواد وآتِنا بخبره فإن كانوا من أصحاب عُمر بن سعد فارجع إلينا ، لعلَّنا نلجأ إلى ملجأ ، وإن كان زين العابدين (ع) فأنت حُرٌّ لوجه الله تعالى .مضى العبد ، فما أسرع أن رجع وهو يقول : يا جابر ، قم واستقبل حرم رسول الله (ص) ، هذا زين العابدين قد جاء بعمَّاته وأخواته .فقام جابر يمشي حافي الأقدمين ، مكشوف الرأس ، إلى أن دنا من الإمام زين العابدين ، فقال (ع) له : ( أنْتَ جابر ) ؟ قال : نعم يا ابن رسول الله فقال الإمام (ع) : ( يا جابر هاهُنا واللهِ قُتلت رجالُنا ، وذُبحِت أطفالُنا وسُبيَت نساؤنا ، وحُرقَت خِيامُنا ).. (2)

منقول