مقتطفات من رواية (الأخوة الأعداء) نيكوس كازانتزاكيس
" إنه ذنبي أنا وذنب البشر أن يأكل هذا الطفل تراباً، وليس ذنبك يا إلهي، الذنب في رقبتي"
" - أنا لا استطيع العيش دون يقين
- وهل تعتقد إذن أيها الشاب أن الخير الأعلى هو الطيبة
- نعم، الطيبة
- لا، بل الحرية أو بعبارة أدق الصراع من أجل الحرية."
"نحن نصارع من أجل شيء لا يمكن بلوغه ولهذا السبب لم يعد الإنسان حيواناً"
" إن الله يزن كل نفس على حدى، ويعطيها كل واحدة منها الجواب الذي ينقذها"
" ثلاثة أشياء تمنيتها طوال حياتي: بيت صغير، وزوجة طيبة، وأصيص به ريحان، لكني لم أصل إليها أبداً "
" ما أبسط الحياة يا حبيبتي إذا تأملنا حقيقتها، وما أقل ما يلزم الإنسان كي يكون سعيداً، لكنه يفضل أن يضيع جرياً وراء أمجاد وهمية"
" كيف أستطيع أن اكتشف القضية العادلة التي تستحق أن أضحي بالحياة من أجلها، لا أظن أن المحارب يواجه سؤالاً يعذبه أكثر من هذا"
" البطولة والإيمان لا يصلحان معياراً حاسماً للحكم، فكيف نميز الحق من الباطل؟ كم من الأبطال والشهداء ضحوا بأنفسهم من أجل هدف باطل؟ فالله والشيطان: كل واحد له قديسوه وشهداؤه"
" ....... فالمشكلة هي أن يجد الإنسان مثلاً أعلى يجعله الهدف الأوحد لوجوده، وإذ ذاك يصبح عمله نبيلاً، والحياة تكتسب معنى والموت يتحول إلى خلود، هذا المثل الأعلى يمكن إعطاؤه أي اسم مقدس: الوطن، الله، أو الشعر أو الحرية أو العدالة فالمهم شيء واحد، هو أن تؤمن به وتعمل من أجله"
".. فالإنسان لا يصل أبداً إلى شيء عظيم إن لم يُخضع حياته لسيد أعلى"
" إن الله ليس ماء بارداً نشربه لننتعش، الله نار يجب أن نمشي فوقها لا نمشي فقط، بل نرقص، ومن المؤكد أنه عندما يصل الإنسان إلى هذه الدرجة لا تلبث أن تتحول النار إلى ماء منعش، لكن يا إلهي ما أقسى ما يحتمل الإنسان من الصراع والألم قبل أن يبلغ ذلك"
" أما اليوم فأنا أتكلم وأنت لا ترد، وأصيح، فتشيح بوجهك عني لكنني سأظل أصرخ حتى تسمعني، فمن أجل هذا وهبتني فماً، ليس للأكل ولا للكلام ولا للتقبيل، ولكن للصراخ."
" لن أقيم لك القيامة، فلتبقَ نائماً في الكفن تنتظر، لن تقوم من الموت إلا ومعك اليونان، هل تسمعني؟ لا سلام؟ إذن لا قيامة، لست املك شيئاً آخر أفعله"
".....لستَ سوى ملاكٍ عاجز عن التألم، عاجز عن ارتكاب الخطيئة، سجين الفردوس حتى نهاية الزمن. لكني أنا إنسان، شيء مشتعل يتألم ويدين نفسه ويموت. وأنا الذي أقرر بإرادتي أن أذهب إلى الفردوس أو لا، اذهب فلا تحرك جناحيك في وجهي ولا تجرد سيفك أمامي. عندما يتكلم إنسان مع الله فلا دخل لك أنت"
"حدثني بكلام البشر إن كنت تريد أن أفهمك.أنت تهدر كالوحش، وأنا لست وحشاً لأفهمك، أنت تهدل كالحمام، لكني لست طائراً، إنما أنا بشر فحدثني بكلام البشر"
" - وما جدوى سؤالك يا رب؟ لا جدوى من سؤالك، فأنت تعلم كل شيء.
- أنا أعلم كل شيء، لكني أحب أن أسمع صوت الإنسان فتكلم."
" اترك السماء يا رب، فلم يأتِ وقتها، روحي لم تنفصل عن جسدي، فأنا دائماً على الأرض أكافح فيها لأشق طريقي"
(على لسان الله )" أنا أعلم كل شيء، لكن فقط بمساعدة البشر، وبدونك أنت لن أقدر على أن أمشي في هذه الأرض رغم أني خلقتها. سأتعثر. سأتعثر في الحجارة، و في الكنائس، وفي الناس، هل تفتح عينيك جيداً ؟ ألا تعلم أني خلقت في أعماق المحيط أنواعاً هائلة من سمك القرش لا تستطيع أن تجري في البحر إلا بمساعدة سمكة ضئيلة الحجم اسمها سمكة الربان"
" الأب ياناروس يعلم منذ زمن طويل أن كلمات الرب تكون غامضة، غامضة وخطيرة كالسلاح ذي الحدين، يا لشقاء هذا الذي لم يسمع قط كلمة الرب، لكن أيضاً يا لشقاء هذا الذي يسمعها، الذهول يصيب روح الإنسان، وكل كلمة من كلمات الله تفتح باباً في الجنة، لكنها تفتح أيضاً باباً في الجحيم. و الخوف يفقد الإنسان وعيه حتى يعجز على تمييز الباب الذي يريده الله "
" ألا تخجل يا أب ياناروس من أن تسألني التوجيه؟ أنت حرّ، أنا خلقتك حراً، فلماذا تريد أن تتعلق بي ؟ قم يا أب ياناروس! دع السجود والركوع. احمل مسؤولياتك ولا تطلب النصيحة من أحد ألست حراً؟ إذن اختر طريقك ؟"
" سأحمل إذن على عاتقي مصير قريتي. أنا الذي سأقرر ضياعها أو خلاصها. أنا حر كما تقول، الشرف والعار يتوقفان على إرادتي، أنا حر فأنا إنسان"
"...... أما طريق الله فمغلق، فالله فيما يبدو لا يُدخل نفسه في شؤوننا لأنه أعطانا عقلاً وأعطانا الحرية ونفض يديه مما نفعل بعد ذلك. هل يُعاقبنا الله لأنه يُحبنا أم لأنه لا يُحبنا؟ لا أعرف"
".... هذه إرادة الله. الله يقول لنا: لتصبحوا بشراً، كفى تعلقاً بأطراف ثوبي كالأطفال الصغار، انهضوا وتعلموا كيف تمشون وحدكم تماماً"
" أنا لا أعرف يا إلهي لماذا تكون قاسياً مع هؤلاء الذين يحبونك. لكني أعرف أنك تفعل ما فيه خيرنا، حتى لو لم نفهم ذلك "
" أنت تركتني أسلك وفق إرادتي إذن سأسلك وفق إرادتي "
" ما أشقى هؤلاء الذين تنقصهم الشجاعة فيبقون في منتصف الطريق، لن تجد الخلاص إلا في نهاية الطريق"
" حسن جداً أن نغير العالم ونحقق العدالة والحرية، لكن كيف نغير العالم إذا لم نغير البشر"
" الحرية هي الخضوع للفكرة، لا الخضوع للهوى"
" يا رب سلح الخراف أيضاً حتى لا تأكلها الذئاب"
".. وإذا أردت أن تعود للأرض، فلتعد أيها المسيح كالأسد الكريم، لا كالحمل. يا رب لا أستطيع أن أفهمك، لماذا تعاقب بقسوة أولئك الذين يحبونك"
"...العالم يا أندراوس يُخلق ويتجدد كل يوم، فلا تيأس، من يدري؟ ربما يدعوك الله في صباح يوم جميل لتخلق له العالم الذي تراه في ذهنك"
" الحب سيف، لم يكن للمسيح سيف غيره، وبواسطته أخضع العالم"
" المسيح في داخلنا يا أندرياس ووسائل الله هي أيضاً وسائلنا "
" هل يأتيني هذا السرور وهذه الراحة من حديثي مع الله أم من نشاطي مع البشر؟ اغفر لي يا رب، بل هما نتيجة نشاطي مع البشر، هذه هي الصلاة الحقيقية فلست أشعر مع الله إلا بالتمرد و الخوف"
" اغفر لي يا رب، في إحدى اللحظات فقدت شجاعتي، فلست سوى إنسان كما تعلم، إنسان من طين وهواء، في البدء أعتقدت أنك لا تهتم بالبشر، وأنك تنظر بعين اللامبالاة إلى الظلم والاندفاع، إذ كان يكفي أن ترفع إصبعاً صغيراً فتنقذنا لكنك لم ترفعه "
" أنت خير، أنت تترك الناس يذهبون حتى عتبة الجحيم، لأنه هناك يوجد الخلاص، فربما من عتبة الجحيم ينفتح باب الفردوس"
" ....فالوسائل التي نستخدمها تلوث الغاية التي نقترحها، ذلك أن الغاية ليست ثمرة ناضجة تتدلى معلقة في نهاية الطريق تنتظر حضورنا لنقطفها، الغاية ثمرة تنضج مع كل فعل من هذه الأفعال، والطريق الذي نختاره يعطي هذه الثمرة جمالها وشكلها ومذاقها ويملؤها بالعسل أو بالسم "
" اصنع معجزة يا إلهي، النجدة، كيف تريد مني أن أقف أنا وحدي في مواجهة العالم كله، فأنا احتاج أن اعتمد عليك أيها المسيح كي أحارب، احتاج إلى أن أشعر بجسدك ينعشني في حرارة الصيف وبالحرارة تخرج من أنفك في برودة الشتاء، أنا احتاج أن ألمسك بيدي"
" الذين يقفون حجرة عثرة في طريق الحرية هم أمثالك الذين يحرمون الآخرين من الاحتفاظ برأيهم"
"... أن تنسى أنك لست فقط المصلوب لكنك أيضاً (القائم من الموت) والعالم لم يعد يحتاج إلى الرب المصلوب، بل يحتاج إلى رب الجيوش"
" أنت تريد ولا تستطيع؟ أنت طيب وعادل وتحب الناس وتريد أن تحمل إليهم في هذا العالم المحبة والعدل و الحرية، لكنك لا تستطيع"
" وأسفاه فالحرية غير قادرة على كل شيء، وليست خالدة، إنها بنت الإنسان، تحتاج إلى الإنسان"
---------------------------------------
نيكوس كازنتزاكيس (يونانية: Νίκος Καζαντζάκης))
يُعتبَر الكاتب اليوناني من أبرز الكتَّاب والشعراء والفلاسفة في القرن العشرين. فقد ألَّف العديد من الأعمال الهامة في مكتبة الأدب العالمي، تضمَّنت المقالات والروايات والأشعار وكتب الأسفار والتراجيديات، بالإضافة إلى بعض الترجمات. وقد تُرجِمَتْ كتبُه إلى أكثر من 40 لغة. ويكيبديا