من المشرفين القدامى
تاريخ التسجيل: November-2012
الجنس: أنثى
المشاركات: 16,267 المواضيع: 10,019
صوتيات:
2
سوالف عراقية:
0
موبايلي: Nokia E52
آخر نشاط: 29/June/2021
ثورة جديدة في علاج السكري ... شفاء تام أم أمال وهميةّ! الدكتورة صفية مراد شربيني
لطالما كان مرضى السكري في حالة ترقب مستمرة لأي علاج قد يخفف عنهم معاناتهم، والمتجسدة في حقن «الأنسولين» التي يحقنها غالبيتهم بشكل يومي للمحافظة على نسبة السكري متوازنة في الدم، بسبب فشل البنكرياس في ذلك.
ومع كل أمل يعلن عنه الأطباء يصبح هؤلاء المرضى في حالة ترقب كبير ما بين سعادة غامرة وقلق لا يوصف، بسبب تخوفهم من أن تأتي النتائج مخيبة لتلك الآمال.
واليوم أصبحت هناك تقنية علاجية جديدة أعلن عنها مجموعة من الأطباء في أمريكا، قد تنهي ـ في حالة صحتها ـ معانتهم، وذلك عبر إنتاج خلايا بيتا من خلال الخلايا الجذعية الموجودة في جدار الرئة، حيث تمت حالياً تجربة هذه التقنية العلاجية على الفئران،
وتم رصد نجاح في علاجها بشكل تام من السكري. لكن ما مدى فاعلية تلك النتائج مع البشر، وهل تُعد هذه التقنية حلاً فعلياً سيعطي النتائج المرجوة على أرض الواقع؟ هذا ما سنستوضحه في هذا الحوار مع الدكتورة صفية مراد شربيني، استشارية غدد صماء وسكري.
هل ما يتم تداوله من أخبار حول ابتكار علاج جديد للسكري من خلال خلايا بيتا، معلومات مطمئنة أم أن فيها ما يقلق؟
لعلك تشيرين إلى الخبر الذي نشر في التايمز منذ عدة أسابيع والذي يشير إلى «نجاح العلماء في جامعة هارفارد في استنبات خلايا بيتا في المعمل بكميات كافية وتم زرعها في فئران التجارب ونجحت في إنتاج الإنسولين لعدة شهور. وستتم تجربتها على الإنسان في السنوات القادمة»..
وقد استقبل هذا الخبر بكثير من السعادة والتفاؤل من قبل الأطباء، فزراعة خلايا بيتا ليست بشيء جديد في عالم الطب، حيث بدأت المحاولة عام 1893م على يد واتسون- وليامز وهارشانت أي حتى قبل اكتشاف الإنسولين،
وتوالت بعد ذلك التجارب والمحاولات من العلماء لأكثر من ثمانين عاماً، ثم تمت أول زراعة حديثة في عام 1980م في جامعة بيتسبيرغ ولكنها لم تنجح أيضاً حتى عام 2000 عندما نشر الدكتور شابيرو 7 حالات تمت فيها الزراعة بنجاح باستخدام ما يعرف ببروتوكول إدمينتون للأدوية المثبطة للمناعة بعد الزراعة.
إذن ما هو الجديد في الخبر؟
الجديد في الخبر هو الجملة «استنبات خلايا بيتا في المعمل بكميات كافية»، ولنفهم أهمية هذا الخبر بالنسبة للأوساط الطبية علينا أن نفهم كيفية إجراء زراعة خلايا بيتا،
وبصورة مبسطة يؤخذ البنكرياس من متبرع متوفى ثم يوضع في أجهزة خاصة يتم خلاله استئصال خلايا بيتا وتحقن الخلايا خلال ساعتين عن طريق قسطرة في الوريد البوابي إلى الكبد ويعطى المريض أدوية مثبطة للمناعة،
حتى لا يقوم الجسم برفض الخلايا المزروعة، فإذا استطاع العلماء استنبات الخلايا في المعمل يمكن الاستغناء عن المتبرعين كمصدر للخلايا، وإذا كانت الكميات كافية يمكن زيادة عدد المتلقين للزراعة من المرضى.
لنشرح للقراء عن خلايا بيتا وفائدتها التي يجهلها الأغلبية، ولماذا توضع عليها كل هذه الآمال؟
خلايا بيتا هي الخلايا التي تنتج هرمون الإنسولين وتوجد في جزر تسمى جزر لانجرهانز داخل البنكرياس. وللخلايا وظيفة أخرى إلى جانب إنتاج الإنسولين مهمة جداً وهي وظيفة الاستشعار، حيث تقوم الخلايا بقياس (معرفة / استشعار) مستوى السكر في الدم وتفرز الكمية المناسبة من الإنسولين.
لطالما كانت هناك استثناءات، فهل مع هذا العلاج سيكون هناك مصابون بالسكري قد يستثنون من استخدام هذا العلاج؟
زاعة خلايا بيتا أسلوب علاجي من أساليب متعددة للسيطرة والتحكم في مستوى السكر في الدم وليس علاجاً شافياً وكما هو معروف لكل علاج (دوائي أو جراحي) توجد دواعٍ طبية للاستخدام،
والسبب في ذلك عدم وجود أدوية أو طرق علاجية خالية من الآثار الجانبية أو المخاطر بشكل كامل 100%، إذن لابد من موازنة الفائدة المرجوة والآثار الجانبية والخطورة الناتجة لكل مريض على حدة.
بحسب البحوث التي نشرت عبر الصحافة العالمية، فإن إطلاق هذا العلاج قد يتطلب عاماً كاملاً. لمَ كل هذا التأخير في ظل سعادة وأمل مرضى السكري؟
جميع الأدوية والطرق العلاجية التي تستخدم بنجاح في علاج المرضى تمرّ بخمس مراحل من الأبحاث قبل أن تصل إلى المريض لمعرفة تأثير العلاج على الجسد وتأثير الجسد على العلاج، ملاءمة العلاج، فعاليته، وجود أي آثار جانبية،
الجرعات.. إلخ، وكل مرحلة تتطلب وقتاً قد يطول أو يقصر حسب النتائج.
قرأنا عبر البحوث عن هذا العلاج أنه يتطلب زراعة خلايا بيتا على جدار كلية المريض.. فهل هذا يعني أنه يتطلب جراحة؟
المكان المتعارف عليه هو الكبد ولكن هناك عدة تجارب لإيجاد عضو آخر ولا تتطلب جراحة.
وفقاً للابحاث فإن نتائج العلاج تطلبت عشرة أيام لإعطاء النتائج المرجوة على الفئران، فما الفترة المتوقع أن يتطلبها على مرضى السكري من البشر؟
تبدأ الخلايا في إفراز الإنسولين مباشرة ولكن عملها بصورة كاملة يتطلب عدة أسابيع.
150 ألف مصاب بالسكر سنوياً في السعودية
يقارب عدد المصابين بمرض السكري في العالم حوالي 400 مليون شخص, بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية. بينما يؤكد الدكتور صالح الجاسر، استشاري الغدد الصماء والسكري بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية، أن المملكة تحتل المركز الأول بالعالم من ناحية تزايد أعداد المصابين فيها بالسكري سنوياً,
حيث تزيد أعداد المصابين بالسكري كل عام حوالي 150 ألف شخص بين عمر العشرين والثمانين, وحسب آخر تقرير للاتحاد الفيدرالي للسكري حول نسبة انتشار المرض بالمملكة بين أنها تصل إلى نسبة تتجاوز 23% للفئة العمرية ما بين عشرين وتسعة وسبعين سنة.
أما في الخليج العربي بشكل عام, فتصل نسبة المصابين بالسكري إلى 16% من مجموع سكان الخليج بحسب آخر إحصائية لموقع «أراب ويذر» العالمي.