طوب ابو خزامة من مخلفات المدافع التي جلبها معه السلطان مراد خان عندما حاصر بغداد ليفك اسرها من ربقة الشاه الذي دخل بغداد سنة 1408هـ فدك اسوار بغداد حتى دخلها بعد أن قضى على الفرس وملك زمام أمرها بعد ان ولى من بعده حسن باشا الصغير.
وقد ترك في بغداد عدداً من المدافع التي جاء بها من القسطنطينية وكان من بين هذه المدافع مدفع أبو خزامة كما عرف بأسم السلطان مراد خان الرابع ابن احمد خان الذي كانت خلافته من سنة 1032 ـ 1049هـ أي 1622 ـ 1639م، وينتصب هذا المدفع في ساحة الميدان ببغداد مقابل سوق الأحمدي بعد أن كان موضعه بموقع الباب الوسطاني في منطقة الشيخ عمر السهروردي.
وهو مدفع كبير يرتفع على عجلتين ارتفاعهما متران وقد صنع من النحاس الأصفر وفيه زخارف وأشكال جميلة وحول مدفع (طوب أبو خزامة) تدور العديد من الخرافات التي يوردها الاستاذ (هادي منعم البياتي) في معرض حديثة عن الطوب (فهم يظنون أن الانخفاض الموجود على ظهر المدفع مرده أن المدفع عندما كان يسير مع الجند القادمون لفتح بغداد أيام الحرب توقف في سيره ما سبب غضب السلطان فضربه بجمع فحصل هذا الشق، اما اعتقادهم في الشق أو الشرم الموجود في داخل فوهته فهو مكان لخزامته ولما استعصى على السير نقله السلطان من خزامته فتولد بذلك الخرم. أما تعليلهم لوجود التسع سمكات على ظهره فهو ان السلطان لما خرم أنفه غضب المدفع والقى بنفسه في مياه دجلة فنزل إليه السلطان واخرجه من مياه النهر فباتت على ظهره هذه السمكات ملصوقة على ظهره.
وبعض الناس كانوا يزورونه كما يزورون قبور الأولياء تبركاً به فالنسوة يحملن الشموع الملونة وسط الآنية المزدحمة بأوراق الآس في ليالي الجمع وخاصة المرأة التي لا تلد أو التي لا يعيش لها
طفل فتأتي متوسلة بطوب أبو خزامة عساء يلبي طلبها في أن تلد طفلها ولا يموت وبعض النسوة ممن ولدن طفلاً في الشهر السابع يحملن الطفل إلى المدفع ويدخلنه في فوهته ثلاث مرات طالبات من المدفع أن يحفظ أولادهن من المرض والحسد.
أما الأطفال الذين يصابون بالحصبة أو الرمد فيمرون من تحته حتى يشفى من المرض وقد وصف الشاعر عبد الرحمن البناء المدفع بقوله:
أيا مدفعاً ما كنت للضر تدفع
ولا فيك ما يغوي الأنام ويخدع
أيا مدفعاً ما كنت بالوهم مولعاً
ولكنما الإنسان بالوهم مولع
أيا مدفعاً أغوى الرعاع بشكله
هجرت وبعض الهجر للشيء أنفع
كمال لطيف سالم
منقول