أثارت نورة الفايز نائبة وزير التربية والتعليم وسائل الإعلام بسبب ملاحظتها التي أطلقتها خلال زيارتها الأخيرة لإدارة التربية والتعليم بالطائف وعدد من المدارس التابعة لها،
إذ أكدت ضرورة استبدال كلمة "أبلة" الرائجة بين الطالبات لدى مخاطبة المعلمة ومناداتها إلى كلمة "معلمتي"، ما تسبب في طرح علامات استفهام عدة، هل ستتكيف الطالبات مع هذه الكلمة بسهولة بعد استخدامها عشرات وعشرات السنوات؟
ما لا يعلمه كثيرون أن وزارة التربية والتعليم كانت قد طالبت عبر تعميم قديم يبلغ عمره ثمانية عشر عاماً تقريباً أن تبدأ المدارس في محاولة لفت نظر الطالبات لاستبدال كلمة "أبلة" بكلمة "معلمة"
إلا أن التجربة أثبتت إخفاقاً بالغاً، إذ مرت كل هذه السنوات دون جدوى وما زالت "أبلة" هي الكلمة الأكثر رواجاً.
"أبلة" هي الأقرب
تقول الباحثة التربوية إيمان علاف: "كلمة "أبلة" هي الرائجة كونها عامية، ولذلك فهي الأقرب لقلوب الطالبات عند مخاطبتهن معلمتهن، بينما كلمة "معلمة" فصحى، فالعامية حميمية وأكثر قدرة على إذابة الجليد بين الجميع،
لذلك تستسهل الطالبات استخدامها أكثر، وهذا الأمر لا يحدث فقط بالسعودية أو الخليج بل في كافة أنحاء العالم العربي"، مضيفة: "لي بحث سابق ناقشت من خلاله هذا الأمر،
فدول الخليج ومعظم دول العالم العربي تستخدم فيها الطالبات كلمة "أبلة" لمخاطبة المعلمة، بينما في دول مثل أمريكا وبريطانيا لا يستخدم الطلاب والطالبات كلمة teacher عند مخاطبة المعلمة، بل يفضلون كلمة miss لأنها عامية أكثر،
فهذا إذاً أمر يحدث في كل أنحاء العالم، وليس لدينا فقط حتى يشعر المسؤولون بأنه مشكلة يجب أن نجد لها حلاً، وأن نضع لها حداً".
الأخت الكبرى
وعن أصل كلمة "أبلة" وما إذا كان من اللائق مناداة المعلمة بها، تكمل الباحثة التربوية: "أصل الكلمة عثماني ويعني الأخت الكبرى، وهذا أمر جميل لأن رواج الكلمة كان من معناها وما ترمز إليه، فإشعار المعلمة للطالبة بأنها أخت كبرى لها إحساس تربوي راق ولا يوصف".
هناك ما هو أهم
وعن مدى إمكانية إنجاح خطة استبدال كلمة "أبلة" بكلمة "معلمتي" تقول علاف: "لا أعتقد أن الأمر سينجح، ولو افترضنا ذلك لنجح الأمر م عشرات السنين، أنت الآن أمام جيل يطلب منك مخاطبته بشكل علمي وأكثر منطقية، ولا ينتظر منك أن تستوقفك كلمة أو عبارة لا تفرق في معناها إذا ما استخدمت لفظها العامي أو الفصحى".
جدة ـ روتانا