الكهرباء السكونية :
عام 1746م وجد الهولندي فان ميشنبورك من ليدن في هولندا طريقة لخزن الكهرباء الساكنة بعد توليدها بواسطة أجهزة بدائية صنعوها في زمانهم. قريباً من هذا التاريخ عمل الألماني فان كليست على تفريغ شحنة كهروستاتيكية من وعاء إلى جسمه وقد أحسّ بلسعة هذا التفريغ.
دفعت ظواهر الكهرباء السكونية آنذاك العالم بنجامين فرانكلين إلى دراستها بنفسه ومحاولة تفسيرها، فكانت أهم نتائج أعماله ما يلي:
1) إن الشحنات التي تنتقل بين الأجسام أثناء التكهرب تخضع لقانون بقاء المقدار – أي مقدارها – ثابتاً، أي أن الشحنات لا يمكن " صنعها ".
2) الكهرباء السكونية هي " مائع " ينتقل بين جسمين أثناء الشحن، فالجسم الذي وصله المائع قال عنه فرانكلين أنّه قد تمّت كهربته بالموجب ( Electrilized Positively ) وأمّا الجسم الذي فقد المائع – هكذا قال فرانكلين – فقد تمّت كهربته بالسالب ( Electrilized Negatively ). ( بعد فرانكلين هذا صنّف العلماء الكهرباء السكونية إلى موجبة وسالبة ).
3) بدّل فرانكلين في تركيبة وعاء ليدن لخزن الكهرباء بأن جعله وعاءاً من الزجاج تُغلّفه من الداخل والخارج رقيقتان ( Foils) من الرصاص. وهكذا يبدو أنّ فرانكلين قد صنع أول مكثّف كهربائي ( Condenser ) أو كما نسميه في وقتنا الحالي المواسع ( Capacitor). قام فرانكلين أيضاً بتوصيل عدة أوعية من هذا النوع بعضها مع بعض لخزن كمية أكبر من الكهرباء السكونية وسمّى المجموعة البطارية الكهربائية
( Electric Battery ). بذلك يكون فرانكلين أول من عمل في ظاهر الأمر توصيل المواسعات كما نفهمه الآن.
4) عرض فرانكلين فكرة أول مانعة صواعق تعمل على " تفريغ " الشحنات الكهروستاتيكية من الغيوم القريبة إلى الأرض دون أن تحدث ضرراً – حتى هذه اللحظة ومع عرضه لفكرة مانعة الصواعق ظل فرانكلين بعيداً عن إثبات أن البرق هو ظاهرة كهروستاتيكية