جميلة هي الهدية.. والأجمل اختيارها لتلائم المناسبة والشخص المهداة له. ليس لسعر الهدية أي علاقة بالفرحة التي ستثيرها في نفس الشخص الذي سيتلقاها.
فالحبكة تكمن في محاولة كشف الآخر وما يحبّه وما يشكّل مفاجأة رائعة له ويعبّر عن ذوقه الشخصي. ولا ننسى أن كل مبالغة أفرغت اللفتة من مضمونها الجميل. والواقع أن لكلّ نوع من الهدايا معنى، يصنّفه علماء الاجتماع كالتالي:
الهدية التقليدية المتوقّعة: إنها «آمنة» لكنها في الوقت نفسه لا تحثّ على الحلم، لذا يمكن أن نعوّض عن عنصر المفاجأة بعلبة جميلة تغلّفها، وشريط ملوّن.
الهدية القيّمة المبالغ فيها: إنها تصنع الدهشة وتمطر على مقدِّمها الإطراء والشكر الجزيل. وتغرق الآخر في جميل يحفظه في قلبه وعقله، خصوصاً إذا كانت إمكانياته لا تسمح له بردّ الهدية القيّمة بهدية مماثلة.
الهدية التي تعجبنا: إن اختيار هدية تعجبنا بشكل شخصي وما نحبّ أن نقتنيه، هو نوع من إضافة ذوقنا الخاص وما نحبّه إلى حياة الآخرين،
ولكن السؤال الرئيسي هنا: هل تلائم هذه الهدية ذوق الآخر وما يحبّه ويتطلّع إليه؟ إذا كان الجواب نعم، فقد أصابت الهدية عصفورين بحجر واحد. وإذا كان الجواب لا، تحوّلت الهدية إلى ضرب من ضروب الأنانية الذي لا يراعي مشاعر الآخر ولا تفضيلاته.
الهدية التي تلائم الجميع: فيها شيء من الكسل غير المحبّب! إن خوفنا من عدم اختيار هدية مناسبة لذوق الآخر، يجعلنا نختار هدية تلائم كلّ الأذواق، فيأتي خيارنا خالياً من الشخصنة التي تحاول اكتشاف ذوق الآخر واختيار هدية تناسبه دون غيره.