عندما يهطل المطر الروحي
داخل صدرك وتشعر أن ثنايا
نفسك تغتسل تحت شلالات
الموسيقى الناعسة ،
ويزولُ كل صدأٍ ترسّب على
شغاف قلبك وتبدأ الروحُ الحيرى
تتنفسُ هواءً جديدا وتتطهر
لترى الوجود جميلا وجديدا ومختلفا .
بالتأكيد كل هذا سببهُ شخصٌ ما .
شخصٌ ما جاء إليك حاملا حقائب
العمر الجريح وفتح بوابة الشتاء
في عُمرك ليُهديك بعض
الغمام المُحمّل بالمطر ..
عندما تتحرك شفاه القلب التي
أصابها الشلل وتيتسم ، عندما
تتراقص نبضات القلب في الليالي
الباردة كما تتراقص أضواء الشموع
في ليلةٍ شتوية ، وعندما تزول
غشاوةٌ قاتمة من على عينيك لتتأكد
أن الحياة أصبح لها مزيجا رائعا
من الألون ، وعندما تتأكد أن الغد
يحملُ شروقا جديدا لشمسٍ جديدة
غير كل الشموس التي ألفتها في
سنوات عمرك المليئة بالشقاء .
ستعرف أن هناك شخصٌ ما يطرقُ
بابك الموضود والمُحاط بالأشواك
ربما هذا الشخص لا يدري لا يعرف
أنه سبب كل هذة السعادة والسرور
لكنه هو مَن فعل ذلك.
مَن هو هذا الشخص الراكض
نحوك كشعاع الضوء ؟
ما هو هذا الحُلم الذي يأتيك
وانت في يقظةٍ ناعسة؟
مَن هو هذا القادمُ
عليك كزائر أخر الليل؟
بالتأكيد هو شخصٌ مختلف
إستطاع أن يهدم الأسوار ويكسر
الأغلال وينسابُ إلي نفسك
كما تنساب قطرة الندى علي
أوراق الذرة في فجر يومٍ
شتوي مليئ بالضباب .
راق لي