النص الثاني
في الحديث عن غزوة احد وما انتهت اليه من هزيمة القسم الاعظم من جيش المسلمين وتركهم النبي ( ص ) مع بضعة نفر من اصحابه يكافحون العدو لوحدهم . مما هو مدعاة لا شعارهم بتقصيرهم الشديد وذنبهم الكبير الذي ارتكبوه . وخصوصا ان النبي (ص ) لم يخرج الى احد الا برايهم ورغبتهم والحاحهم . ولكن الذي وجدوه من النبي القائد ( ص ) هو عكس ما يضنون مما هو معتاد لدى القادة ازاء الجند المنهزم عن القادة ساعة الحرب . وجدو منه (ص ) لينا معهم واكراما زادهم شعورا بالتقصير حين لم يلجئهم الى التماس الاعذار . او التذلل
فبارك الله تعالى هذا الخلق الكريم . وهذا السلوك الحكيم . اذ جاء التنزيل .
( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك )
فإنما كان لينك معهم وغضك عن ذنبهم برحة من الله تعالى . واي رحمه . اي رحمه هذه التي جعلتك تلين لجند اخرجوك الى القتال برايهم . فما حمى الوطيس فروا عنك ونجو بأنفسهم
واتماما لهذه الرحمة الواسعة . تنزل الامر الالهي بما يدعو الى اعادة المجتمع الاسلامي الى تماسكه الاول
بل اكثر .
واعادة هذا الرعيل الكبير الى موقع اجماعي طبيعي يستطيع من خلاله ان يستأنف نشاطه ويصحح عثرته فقال تعالى
( فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر )
فلم تقف الرحمة والين والعفو والاستغفار . بل امتدت الى مشاوراتهم في الامور التي تص التشاور فيها . عند اذن فقط سيجدون انفسهم اعضاء فاعلين في هذا البناء الاجتماعي الذي ينشد الاسلام
لكن التنزيل لم يترك الامر بالمشورة مرسلا . بل وضع له نظاما واضح المعالم فالنبي القائد المستشير حين يعزم على امر هفيه صواب والصلاح ينبغي ان ينفذ فيه سواء كان موافقا لا راء المستشارين او مخالفا لها
( فذا عزمت فتوكل على الله )
نسالكم الدعاء