ماذا لو هبط دورتموند وحقق دوري أبطال أوروبا؟
2 ديسمبر 2014
كووورة - عمر الجرّاحي
أصبح موقف بوروسيا دورتموند معقدًا للغاية بعد مرور 13 جولة في بطولة الدوري الألماني "البوندسليجا"، في الوقت الذي تظهر فيه كتيبة يورجن كلوب تألقًا لافتًا للنظر في دوري أبطال أوروبا، عندما تصدروا مجموعتهم مع خسارة واحدة فقط بعد ضمان الصعود للدور الثاني من آرسنال في لندن.
ومع التدهور المحلي والتألق الأوروبي، طُرح سؤالًا في أذهان الكثير من متابعي كرة القدم حول العالم، ماذا لو واصل دورتموند تألقه الأوروبي حتى حقق البطولة، وفي الوقت نفسه تدهور محليًا وواصل بأدائه الحالي ليهبط للدرجة الثانية، إذًا، ماذا ستكون الحالة في هذا الأمر الذي ربما سيكون الأعجب في تاريخ كرة القدم؟!
على الصعيد المالي:
المكاسب المادية من تحقيق دوري أبطال أوروبا تكون طائلة بلا شك، فهي تصل إلى 40 مليون يورو، إلا أن الهبوط للدرجة الثانية سيكون منبع لخسائر مادية لن تكون فادحة أو كبيرة للغاية بالصورة التي قد يتخيلها البعض على الأقل في هذه السنة.
احتلال مركز من 16،17،18 في ترتيب البوندسليجا يجعل دورتموند يتحصل على مبلع 1.25 مليون يورو، هو نفس المبلغ الذي يتحصل عليه حتى ولو احتل المركز الثاني، مع عوائد البث الداخلي من شبكة سكاي دويتشلاند التي قد تصل إلى 35 مليون يورو مع بث خارجي يصل لـ 5 مليون يور.
أي أن دورتموند هذا الموسم لن يتأثر كثيرًا، فعوائد البث التلفزيوني والأموال من الاتحاد الألماني لن تتسبب في خسارة مادية، إلا أن الخسارة ستكون آتية لا محالة في الدرجة الثانية، فالأموال من الاتحاد الألماني ستكون أقل، وعوائد البث ستكون أقل للغاية.
لذلك، فإن دورتموند في هذا الموسم لن يتعرض لخسائر مادية لو تحصل على دوري الأبطال وهبط للدرجة الثانية، بل إنه سيكسب، ولكن الخسارة في الموسم التالي ستكون كبيرة ومؤثرة.
الهبوط للدرجة الثانية = رحيل النجوم
بالتأكيد أن لاعبين كبار مطلوبين من كثير من الفرق الأوروبية الكبيرة لن يقبلوا على أي حال أن يلعبوا لفريق في الدرجة الثانية حتى وإن كان بطلًا لأوروبا، فأن تضيع سنة من مسيرتك في الدرجة الثانية فهي خسارة كبيرة للغاية لأي لاعب.
بالتالي، فإن لاعبين من طراز "ماركو رويس، ماتس هوملس، لوكاس بيتشيك، سِفن بيندر، إلكاي جوندوجان، أدريان راموس، أوباميانج" وأسماء أخرى لن تبقى داخل دورتموند، أو بالأحرى لن تستطيع مقاومة إغراءات الأندية الأوروبية الكبيرة كريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونخ وتشيلسي والأندية الإنجليزية الأخرى التي ستكون مهتمة للغاية بالحصول على خدماتهم.
أول فريق في التاريخ، درجة ثانية وفي دوري أبطال أوروبا!
في حالة التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا، فالنتيجة المشاركة في بطولة دوري أبطال أوروبا الموسم التالي مهما كان مركز الفريق محليًا، وعلى فرضية هبوط دورتموند للقسم الثاني، فسيكون الفريق الأول في التاريخ الذي يلعب في الدرجة الثانية ويشارك في دوري أبطال أوروبا!.
نهاية حكاية يورجن كلوب؟
هل ستكون نهاية يورجن كلوب في بوروسيا دورتموند؟ لا يمكن الجزم بحدوث ذلك، فكلوب ولاؤه كبير للغاية لأسود الفيستيفاليا، والرحيل عن الفريق حتى وإن كان في الدرجة الثانية قد يكون خيارًا غير مطروح في باله من الأساس.
في النهاية، فإن الدوري الألماني لازال طويلًا، 34 جولة لُعب منها 13 فقط، واحتلال المركز الأخير في فترة من فترات البطولة لا يعني بالضرورة الاستمرار فيه، فقد احتل هذا المركز الموسم الماضي شتوتجارت وهامبورج وكلا الفريقين بقيا في الدوري الموسم التالي.