كثرة عدد السكان مع الجودة فضيلة عند الأمم. لكن الخطأ أن يكثر العدد بلا نفع ولا إنتاج، والإسلام يحث على طلب الذرية الطيبة الصالحة، ولكن إذا تحولت كثرة النسل إلى عبء اجتماعي صار هذا خطأ في التقدير. ونحن في الشرق أكثر الأمم نمواً سكانياً مع ضعف في التربية والتعليم.
لقد هجر كثير منا الكتاب، وأصبح يعيش الأمية، فلا يحفظ آية ولا حديثاً ولا بيتاً شعرياً، ولم يقرأ كتاباً.ولكنه علّق في مجلس بيته شجرة الأنساب؛ ليثبت لنا أن من أسرة آل مفلس من قبيلة الجهلة. والوحي ينادي: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم).لقد أرضينا غرورنا بمدح أنفسنا، حتى سكر القلب بخمر المديح على مذهب جرير: "ألستم خير من ركب المطايا.."وقفة: علينا ترميم أنفسنا بالإيمان والعمل وتهذيب عقولنا بالعلم والتفكر، وهذا جوهر رسالتنا الربانية الخالدة، وطريق ذلك المسجد والمكتبة والمصنع. والخطوة الأولى مكتبة منزلية على مذهب الخليفة الناصر الأندلسي يوم ألزم الناس بإنشاء مكتبة في كل منزل وقراءة يومية مركزة.سألت نفسي: لو أن أحدنا كتب هذه العبارة مثلاً: "الله يراك، الله ينظر إليك، الله قريب منك، الله معك، يسمعك ويحصي عليك.."كتبها في عدة أماكن في البيت، على شاشة الكمبيوتر، على المكتب، فوق التلفاز مباشرة، في السيارة. بل لو أن هذه العبارة لكثرة ما فكر فيها وأعاد النظر فيها، استقرت في عقله الباطن، واحتلت الصدارة في بؤرة شعوره وتردد صداها في عقله وقلبه؛ أحسب أن شيئاً مثل هذا لو نجح أحدنا فيه، سيجد له أثراً بالغاً في حياته، واستقامة سلوكه، وسيغدو مباركاً حيثما كان.تدبر: قد تبدو لك كثير من الأمور في غاية التفاهة، ولكن عند التعمق فيها تبدو عكس ذلك تماماً..

مقتبس..