المدى برس/ كربلاء
أعلنت إدارة محافظة كربلاء، اليوم الثلاثاء، عن إكمال خطتها الأمنية والخدمية الخاصة بزيارة أربعينية الإمام الحسين (ع)، وطالبت الحكومة الاتحادية الإسراع بمنحها الــ25 مليار دينار التي وعدت بها لتلبية متطلبات الزيارة، وفي حين بينت أنها لن تسمح بدخول أي زائر من خارج العراق لا يحمل إجازة صحية تؤكد سلامته من مرض الايبولا، كشفت عن تخصيص محافظة طهران 60 آلية تخصصية وألف عامل للمشاركة بتقديم الخدمات مجاناً خلال الزيارة.
وقال محافظ كربلاء، عقيل الطريحي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "المحافظة أكملت خطتها الأمنية والخدمية الخاصة بزيارة أربعينية الإمام الحسين (ع) التي تحل في العشرين من شهر صفر الحالي"، مشيراً إلى أن "المحافظة استنفرت إمكاناتها كافة لتوفير الخدمات لزائري المدينة وحمايتهم".
ورجح الطريحي، أن "تكون زيارة العام 2014 الحالي، استثنائية وأن تشهد زيادة عدد المشاركين من داخل العراق وخارجه"، مبيناً أن "الخطة الأمنية ستكون مرنة ولن تشهد الإفراط في قطع الطرق، كونها تركز على الجهد الاستخباري".
وأوضح المحافظ، أن "قطعات من وزراتي الدفاع والداخلية والحشد الشعبي، المتواجدة بالمحافظة، ستؤمنها خلال الزيارة، ولن تكون هناك تعزيزات إضافية من خارجها لانشغالها بالحرب ضد الإرهاب"، مطالباً الحكومة الاتحادية بضرورة "الإسراع بمنح المحافظة مبلغ الــ25 مليار دينار التي وعدت بها لتلبية متطلبات تنفيذ الخطة الأمنية والخدمية الخاصة بزيارة الأربعين".
وأكد الطريحي، على أهمية "قيام وزارة الداخلية بتزويد المحافظة بأجهزة كشف المتفجرات المتطورة التي دخلت البلاد مؤخراً لتأمين الزيارة".
من جانبه قال رئيس مجلس محافظة كربلاء، نصيف الخطابي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "عدداً من الوزارات ستشارك في الخطة الأمنية والخدمية الخاصة بزيارة أربعينية الإمام الحسين (ع)، فضلا عن الدوائر المعنية بالمحافظة والعتبات المقدسة والمواكب والهيئات الحسينية"، مبيناً أن "خطة النقل والخدمات البلدية للعام الحالي، ستكون مختلفة عن السابق، إذ ستشارك فيها موارد وزارتي النقل والبلديات بنحو كبير فضلاً عن جهود أخرى من إيران والقطاع الخاص".
ورجح الخطابي، "دخول نحو مليوني زائر عربي أو أجنبي إلى كربلاء خلال أيام الزيارة الأربعينية"، مطالباً السلطات الحكومية والجهات الصحية في المطارات والمنافذ الحدودية "عدم السماح بدخول الزائرين إلا لمن يحمل إجازة صحية تؤكد سلامته من مرض الايبولا الذي ينتشر في العديد من الدول".
إلى ذلك قال رئيس لجنة الخدمات البلدية في مجلس محافظة كربلاء، حسين اليساري، في حديث إلى (المدى برس)، إن "وزير البلديات سيكون متواجداً في كربلاء خلال أيام الزيارة ليشرف شخصيا على تنفيذ الخطة الخدمية الخاصة بدوائر الوزارة بالمحافظة"، مؤكداً أن "وزراء آخرين سيتواجدون في كربلاء أيضاً للهدف ذاته".
وأضاف اليساري، أن "مركز مدينة كربلاء ومحاورها الثلاثة باتجاه بغداد وبابل والنجف، قسمت إلى عدد من القواطع، واسندت مهام تقديم الخدمات فيها لدوائر وزارة البلديات في مركز المدينة والأقضية والنواحي"، مشيراً إلى أن "إدارة المحافظة ستُقدم الدعم اللوجستي ومتطلبات تنفيذ الخطط الخدمية لجميع الدوائر المعنية على وفق كشوفات خاصة تقدمت بها".
وأكد رئيس لجنة الخدمات البلدية في مجلس محافظة كربلاء، أن "بلدية محافظة طهران الإيرانية ستقدم جهداً مجانيا في مجال الخدمات يتضمن إرسال نحو 60 آلية تخصصية وقرابة ألف عامل تنظيف سيصلون المحافظة خلال الأيام القليلة المقبلة".
على صعيد متصل قال رئيس لجنة الطاقة والوقود في مجلس محافظة كربلاء، رضا السيلاوي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الاتفاق تم مع وزارة النفط على مضاعفة حصة المحافظة من البنزين والكاز والغاز السائل لسد حاجتها خلال أيام الزيارة"، مضيفاً أن "المحافظة تضم ثماني محطات لتوزيع النفط الأبيض وتعبئة الغاز السائل ستعمل على مدار 24 ساعة طيلة أيام الزيارة لمنع حدوث أزمة".
وتابع السيلاوي، "أن 220 لتراً من النفط الأبيض خصصت مجاناً لكل موكب خدمي مجاز رسمياً إضافة إلى ما يحتاجه من اسطوانات الغاز السائل"، مؤكداً أن "المحافظة ستجهز بالكهرباء بنحو مستمر من دون قطع خلال أيام الزيارة".
وكانت وزارة النقل العراقية، قد أقرت اول من أمس الأحد (الثلاثين من تشرين الثاني 2014 )، بعدم قدرتها على حل مشكلة النقل خلال الزيارات المليونية إلى كربلاء في مدة قصيرة، وفي حين أكدت أنها استنفرت طاقاتها بالتنسيق مع الوزارات الأخرى المعنية لتسهيل العملية، أكدت أن هيئة الحج والعمرة الإيرانية سترسل نحو ألف حافلة للمشاركة بنقل الزوار.
وكانت السفارة الإيرانية في العراق، قد أعلنت في (الـ26 من تشرين الثاني 2014 الحالي)، عن استعداد طهران تأمين 250 حافلة "على الأقل" للمشاركة بنقل زوار الأربعينية من أطراف مدينة كربلاء إلى داخلها، وفي حين بيّنت أنها بانتظار موافقة بغداد على ذلك، أكدت أن تلك الحافلات ستعوض النقص بعجلات الجيش العراقي التي كانت تنقلهم في الزيارات السابقة بسبب انشغاله بقتال (داعش).
يذكر أن زيارة الأربعين تعد إحدى أهم الزيارات للمسلمين الشيعة حيث يخرجون من محافظات الجنوب والوسط أفراداً وجماعات مطلع شهر صفر مشياً إلى كربلاء، فيما تستقبل المنافذ الحدودية والمطارات آلاف المسلمين الشيعة من مختلف البلدان العربية والإسلامية للمشاركة في زيارة أربعينية الإمام الحسين، ثالث أئمة الشيعة الاثني عشرية، ليصلوا في العشرين من الشهر ذاته، الذي يوافق موعد زيارة (الأربعين) أو عودة رأس الحسين ورهطه وأنصاره الذين قضوا في معركة كربلاء عام 61 للهجرة، وأصبحت هذه الممارسة أو هذه الشعيرة تقليداً سنويا بعد انهيار النظام السابق، الذي كان يضع قيوداً صارمة على ممارسة الشيعة لشعائرهم.