،
في كل لحظة من لحظات حياتنا يمدنا الله بإمدادات من نعمه ورحمته دون انقطاع، ليلاً و نهاراً. في اليقظة وفي النوم. في الشدة و الرخاء. ولو أردنا أن نحصي جزءاً من هذه النعم العظيمة لما استطعنا ذلك أبدا، ففي داخل أجسادنا الملايين من الخلايا، تموت وتحيا وتتجدد دون ارادتنا ومعرفة منا، وهي تعمل لخدمتنا ليل نهار. كما أوجدنا الله في هذه الحياة كرماً منه وفضلاً،من دون أن يكون لنا علم بذلك.
كل ذلك، من أجل ان نسير في طريق السعادة والتكامل في هذه الحياة من خلال مواجهة التحديات المتمثلة في الحروب والمشاكل والازمات. في هذا الطريق يكون المحك لمن يثبت جدارته، ومن يتعثر ويتراجع بسبب الاحباط واليأس. بينما نلاحظ علماء النفس والاجتماع يدعونا لأن نتمتع بما عندنا، ونرضى بما قسمه الله، وأن لا نكون من الذين يبحثون دائماً عما لا يملكون، فقائمة الأشياء التي لا تملكها طويلة جداً. فمهما امتلكت من متطلبات الحياة ومن أملاك وأموال، ومهما صرت زعيمها أو ملك الملوك، فإن القائمة تبقى كما هي، ولا تتغير كثيراً.
ولربما تقول:
إذا حصلتُ على بعض المال، وبعـــــض الوجاهة، وبعــض القوة، وبعـــــــض الجمال، وبعض الأولاد. فسوف اكتفي بذلك وأعتبر نفسي سعيداً ولا أبحث عن المزيد.
غير أنك الآن تملك الكثير، فلماذا لا تكتفي بذلك، ولا تعتبر نفسك سعيداً، بينما تستعرض مع نفسك الأشياء التي لا تملكها، وتزرع في نفسك الكآبة بسبب ذلك
هنالك رواية تقول: «في النعم انظروا إلى من تحتكم، وفي المصائب انظروا إلى من هو فوقكم».
هذا هو الطريق الطبيعي لمواجهة الازمات والمنغّصات في حياتنا، وما أكثرها.. فبدلاً من التبرّم من الواقع السيئ،
والتوقع ان يتغير كل شيء دفعة واحدة، علينا استذكار ما عندنا، ربما يكون ذلك منطلقاً لتحقيق الافضل..
مقتبس..