الصباح أعلن مسؤولون عسكريون أن دزينة من طائرات (A-10) للهجوم الأرضي تحركت مؤخراً من أفغانستان الى الكويت، وستبدأ بتنفيذ مهمات الطيران لدعم القطعات العسكرية العراقية منذ الاسبوع الحالي. كما سيتم نشر حوالي ست طائرات مُسيّرة (مُطلِقة للصواريخ) من نوع “ريبر-Reaper” استقدمت من أفغانستان أيضاً خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وستكون قاعدة “شو” المكان الأكثر تحمُّلاً لضغوط توظيف تلك الطائرات الاضافية. لكن طاقم العاملين في تلك القاعدة الجوية، الذي يُخطط للضربات الجوية ضد تنظيم داعش، سيتعامل مع زيادة كبيرة في القوة الضاربة، ويواجه عدواً غير مألوف؛ وهو تجميع من جيش تقليدي وشبكة إرهابية، أثبت أنهُ ليس بالهدف السهل للطائرات الأميركية. وكما يفعل البنتاغون حينما يدير إسطول طائراته الحربية من نيفادا أو مواقع أُخرى في الولايات المتحدة، كذلك تفعل القيادة المركزية الوسطى من مواقعها الخلفية تلك؛ حيث تحلل وتختار أهدافاً تضربها طائرات التحالف في سوريا والعراق. تلك الأهداف تضم مواقع محددة؛ كالمقرات العسكرية ومراكز الاتصالات، ومصافي النفط ومعسكرات التدريب، وثكنات الجنود ومخازن الأسلحة، وكل ما تحتاجه “داعش” للاستمرار في حربها. وفي قاعدة “العُديد” الجوية في قطر، يركز فريق آخر من المحللين على ما يُسمى بالأهداف المُنبثقة، أي قوافل المقاتلين المتحركة أو نقليات الاسلحة الثقيلة. كانت لتلك الاهداف الاولوية الاهم في الحملة العسكرية ذات الثلاثة اشهر، رغم أن واحدة فقط من كل أربع طائرات خرجت في مهمة ألقت حمولتها من القذائف فعلياً. وعادت باقي المهام الى القاعدة من دون العثور على هدف تقصفه، مع التشديد على الدقة لتفادي إصابة المدنيين. يشكو المنتقدون من أن هذه الحملة الجوية تضعف أمام عدوٍ سريع التكيُف. ويقول السيناتور الجمهوري “جيمس انهوف” من أوكلاهوما، عضو لجنة القوات المسلحة: “يجب أن نمتلك قدراتٍ أكبر لاختيار الهدف مما لدينا الآن”. كان تحديد الأهداف موضوعاً رئيساً في مؤتمرٍ غير تقليدي لتخطيط الحروب في الاسبوع الماضي، حضرهُ حوالي مئتي مسؤول عسكري من 33 بلداً، في مقر القيادة المركزية بتامبا- فلوريدا. وكان الهدف منه التخطيط “للدقة والتزامن في مخططات حملة التحالف لتحجيم وهزم داعش”. يجتمع العقيد “سكوت موري” كبير ضباط الاستخبارات في قاعدة “شو” كل يومٍ بعد الظهر مع كبار الضباط لمراجعة الأهداف: ما تم تنفيذه، وما سيتم، والضربات المستقبلية. تقع بعض الأهداف تلقائياً خارج الحدود المسموحة، كالسدود والمدارس والمستشفيات. وهناك الاهداف التي يكون ضربها مشروطاً، كأن تُقصف ليلاً فقط عندما يكون من المحتمل خلوها من الناس. وفي جميع الاوقات، هنالك أقل من مئة هدف على القائمة التي تتم الموافقة عليها. في الاسابيع القليلة الماضية ضمت الاهداف شبكة واسعة للانفاق في كركوك ومعملاً في الموصل يستخدم لإنتاج العبوات. يدرس المحللون صور الأقمار الصناعية وطائرة (يو- تو/U-2) التجسسية بحثاً عن أهداف محتملة، أو عن الاعلام السوداء المعروفة، ونقاط التفتيش المقامة على الطرق والتحصينات الدفاعية. من أهم أهداف المحللين والمخططين العسكريين- الضغط على خط الامداد الاقتصادي لتنظيم داعش، بمهاجمة قدراته على انتاج وبيع النفط. ولحد الآن دمرت طائرات التحالف أو أعطبت أكثر من 24 مصفاة نفط صغيرة متحركة، وضعفي ذلك العدد من نقاط تجميع شاحنات النفط الخام قبل نقلها للتصفية. يُبدي بعض العسكريين الأميركان إحباطهم للبطء الذي يواجهه اختيار الاهداف المقترحة، في مسيرة طويلة تنتهي على طاولة الجنرال “لويد أوستن” رئيس القيادة العامة المسلحة. فيما تؤيد مجموعات حقوق الانسان أن الضربات الجوية تحاول تجنب إصابة المدنيين، رغم أن التحركات العسكرية البرية قد لا يمكنها تلافي ذلك.