اكتشف العلماء درعا غير مرئي يبعد حوالي 11584 كيلومترا عن كوكب الأرض، يحمي الكوكب من الإلكترونات الخطرة فائقة السرعة، التي تسير في الفضاء بسرعة تقارب سرعة الضوء.
الأمر يبدو مثل ظاهرة "ستار تريك"، وهي أحد أهم ظواهر الخيال العلمي الأمريكي، التي امتدت على مدار 6 مسلسلات من الحلقات التلفزيونية، و 11 فيلما مميزا، ومئات من الروايات وألعاب الفيديو. وجميع هذه القصص والمسلسلات والأفلام تحدث في نفس الكون الخيالي الذي ألّفه "جين رودينبيري" في 8 سبتمبر/أيلول عام 2006.
إلا أن حاجز الأمان الغامض هذا ليس من الخيال العلمي، وقد نُشرت عنه بحوث في جريدة Nature العلمية، وترجع أهمية هذا الكشف أنه ربما يساعد الخبراء في فهم أفضل للديناميكيات المعقدة الموجودة في أحزمة "فان ألن" الإشعاعية.
أحزمة "فان ألن" الإشعاعية تم تحديدها لأول مرة في عام 1958 بواسطة البروفيسور "جيمس فان ألن" ومجموعته من جامعة ولاية أيوا، وحددت مجموعة العلماء أن هناك أحزمة إشعاعية حول كوكب الأرض تنقسم إلى داخلية وخارجية تمتد حوالي 40 ألف كيلومتر فوق الأرض.
يقع الحزام الداخلي الأقرب إلى الأرض على بعد يتراوح بين 1000 الى 7000 كيلومتر ويتكون معظمه من بروتونات ذات طاقة معدلها 30 مليون الكترون فولت، أما الحزام الخارجي فيقع على بعد يتراوح بين 10 آلاف إلى 40 ألف كيلو متر، ويحتوى معظمه على الكترونات ذات طاقة معدلها مليون الكترون فولت .
وفي عام 2013، قاد العالم "بيكر" فريقا من العلماء في عمل بحوث، استخدموا فيها بيانات مركبات وكالة ناسا "Van Allen Probes"، التي قدمتها الوكالة عام 2012، للكشف عن طبقة ثالثة بين الحزام الداخلي والخارجي لأشعة "فان آلن".
واكتشفت العلماء خلال البحوث طبقة "لا تصدق" على الحافة الداخلية للحزام الخارجي، على بُعد حوالي 11584 كيلومترا من الأرض، تظهر وكأنها مثل حائط زجاجي أو درع واق يعرقل الإلكترونات فائقة السرعة من التحرك نحو الغلاف الجوي لكوكب الأرض.
ونشرت البحوث عن هذا الموضوع في عدد 27 نوفمبر/تشرين الثاني من مجلة Nature العلمية.
وقدمت هذه البحوث للعلماء فكرة أفضل عن طبيعة عمل البلازما الفيزيائية، كما يمكن أن تقدم أيضا للمهندسين اقتراحات أفضل بشأن مكان وضع الأقمار الصناعية بأمان في مداراتها حول الأرض.
المصدر: RT + "سي تي ايه نيوز"