فى شهر رمضان الماضي عرضت قناة النهار المصرية حلقات برنامج المقالب " الزفة " الذي تقوم فكرته حول استضافة إحدى السيدات من الشخصيات غير المعروفة للحديث عن حقوق المرأة في مصر في برنامج تحت عنوان «ستات مصر»،
وأثناء تواجدها في البرنامج تدخل زفة عروسين فى القاعة المُطلة على الأستديو وحين تدقق الضيفة النظر تتفاجأ بأن العريس هو زوجها وهنا تحدث الصدمة وما يتبعها من ردود أفعال متوقعة أو غير متوقعة ،
لاسيما فى ظل حالة التسخين والاستفزاز التى يمارسها مذيع البرنامج "عبد الرحمن مالك " على الزوجة المنهارة ً، ثم يعترف لها في النهاية بأنه مقلب قام بترتيبه لها مع زوجها، والحقيقة أن هذا البرنامج تحديداً قد واجه انتقادات كثيرة لا سيما وأنه يمس جانب الاستقرار الأسري ويرى فيه البعض استخفافاً بعقول السيدات وانتقاصاً لقيمتهنَّ ومؤثراً سلباً على علاقاتهن بأزواجهن ،
مجلة روتانا التقت الخبير الإجتماعي الدكتور رشاد عبد اللطيف أستاذ علم الإجتماع بجامعة حلوان بالقاهرة الذي تحدث في هذا الشأن قائلاً : فى البداية هناك منظوران للحديث عن هذا البرنامج ، أولهما المنظور الترفيهي أو الكوميدي ، وهذا لن نتوقف عنده كثيراً لأنه ليس موضوعنا ،
أما الثاني وهو الأهم فهو المنظور السلبي للبرنامج تجاه نظرته للمرأة المصرية كزوجة "شكاكة" فضلاً عن كونه يظهرها ساذجة أو "عبيطة " بالبلدي ، بمعنى أنه يستخف تماماً بعقلها فتبدو مسطَّحة الفكر ، وفاقدة الثقة بنفسها وبزوجها من خلال مشهد أرى أنه مصطنع أو متفق عليه !،
هذا البرنامج تعمد تغييب عقل الزوجة المصرية ولعب على جزئية افتقادها الثقة في جميع الرجال واعتبارهم بصباصين ، وجعل ردَّة فعلها سريعة في الاتجاه الذى يريده صانعو البرنامج حتى يضحك الجمهور ، ويضيف د. رشاد : أتصور أن هذا البرنامج لم يمس منطقة ثقة المرأة المصرية أو العربية فى زوجها بالشكل المؤثر ،
لأنها بالفعل منطقة ضعيفة وأحيانا هشة بعض الشىء من جانب المرأة فى الأساس نتيجة كثرة جرائم الخيانة الزوجية وما يصدر من دراسات اجتماعية تؤكد على أن جينات الرجل تدفعه إلى الخيانة دائماً,
ويختتم د. عبد اللطيف كلامه بأنه لابد أن نتعامل مع هذه النوعية من البرامج التي تلعب على أوتار ساخنة وحادة داخل البيت العربي بحذر شديد , ويا حبذا لو طرقنا أفكاراً أخرى تجلب الضحك وتكون بعيدة عن النسيج الاجتماعي للأسرة العربية.
القاهرة - روتانا