“داعش”… كيف يعمل واحد من أغنى التنظيمات الإرهابية في التاريخ؟
عن موقع " العربي الجديد"
وفقاً لدراسة وثائق خاصة بتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) حصل عليها الباحث العراقي هشام الهاشمي، فإن بنية التنظيم تشتمل على العديد من المهام والاختصاصات، وأشارت الدراسة التي نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، إلى أن “قادة داعش يتألفون من ضباط سابقين من جيش الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، الذي حُلّ منذ فترة طويلة”.
وتضم قيادة “داعش” أبو بكر البغدادي، الذي نصّب نفسه خليفة، واثنين من نوابه، أحدهما مسؤول عن سورية والآخر عن العراق.
كما يتألف التنظيم من مجلس قيادة يعتمد فيه البغدادي على عدد من المستشارين، الذين يُمكنهم الوصول إليه مباشرة، ويُمكن لأعضاء هذا المجلس مساعدته في التعامل مع الاختلافات الدينية وتنظيم عمليات الإعدام وضمان تناغم السياسات مع عقيدة “داعش”.
يضم التنظيم مجلس وزراء يشرف على الأقسام المالية والأمن والإعلام والأسرى والتوظيف إضافة إلى القادة المحليين.
وهناك أيضاً مجلس وزراء يشرف على الأقسام المالية والأمن والإعلام والأسرى والتوظيف، إضافة إلى القادة المحليين الذين يصل عددهم إلى 25 مسؤولاً في العراق وسورية، وكان العديد منهم ضباطاً في الجيش العراقي خلال حكم صدام حسين.
وتُرجع الدراسة توسع تنظيم “داعش” بسرعة وفرض سيطرته على العراق وسورية، إلى الاستيلاء على البلدات والمدن القريبة من مصادر الإمداد الرئيسية والبنية التحتية الهامة والمعابر الحدودية.
وكان التنظيم ضغط خلال الصيف بشكل قوي على سورية لاستعادة بعض الأراضي التي فقدها لصالح مجموعات الثوار، كما احتلّ التنظيم عدد من القواعد العسكرية الحكومية. ولا يزال “داعش” يحاول ترسيخ سيطرته على طول الحدود بين العراق وسورية.
وذكر التقرير أن “داعش يُعدّ واحداً من أغنى الجماعات الإرهابية في التاريخ، كونه يسيطر على حقول النفط والمصافي في سورية والعراق، بعائدٍ يوميّ يتراوح بين المليون والمليوني دولار”.
وأوضحت الدراسة أنه “عندما يستولي داعش على إحدى المدن، تتبع الجماعة عدد من الإجراءات وتستخدم القوة لفرض رؤيتها الأصولية الإسلامية. ويجري ذلك عن طريق تأكد الشرطة الدينية من غلق المحلات أبوابها خلال الصلاة وأن النساء يغطين شعورهن وأوجهن في الأماكن العامة. كما يتم بناء أسوار معدنية حول الأماكن العامة تعلوها الأعلام السوداء لداعش”.
ويعاقب الأشخاص المتهمين بارتكاب مخالفة قانونية من خلال عمليات الإعدام العلنية أو عن طريق بتر الأطراف، وفي نفس الوقت يحافظ “داعش” على عمل الأسواق والمخابز ومحطات الوقود.
ومن الناحية العسكرية، تعتقد وكالة الاستخبارات المركزية أن “داعش يملك من 20 إلى 31.5 ألف مقاتل في العراق وسورية، ويُقدّر عدد الأجانب ضمن صفوف التنظيم بحوالى 15 ألف عنصر”.
ويأتي أكبر تكتل من المقاتلين الأجانب من الدول الإسلامية المجاورة مثل تونس والسعودية، والوحدات الأصغر تأتي من بلدان بعيدة مثل بلجيكا والصين وروسيا والولايات المتحدة.
أما عن قدرات “داعش” التسليحية، فتشير الدراسة إلى أن “التنظيم استولى على أسلحة تُقدّر قيمتها بملايين الدولارات من المستودعات العسكرية السورية والعراقية”.
وقامت شركة “أبحاث تسلح الصراعات”، وهي شركة خاصة تحقق في الاتجار بالأسلحة، بتتبع الأسلحة والصواريخ الصغيرة التي يستخدمها “داعش”، التي قُدّمت إلى مقاتلين آخرين من السعودية والولايات المتحدة.
ومن بين الأسلحة التي تتبعتها الشركة، بنادق من طراز “أم 16″ و”أم 4″ التي تستخدمها الحكومة الأميركية، ومثل هذه الأسلحة موجودة في أيدي بعض القوات غير النظامية في العراق، كون الولايات المتحدة قدّمت مئات الآلاف من الأسلحة الصغيرة للقوى الداعمة لها خلال فترة الاحتلال.
كما وُجدت صورايخ مضادة للدبابات من طراز “أم 79″ من يوغوسلافيا السابقة، والتي تطابق صورايخ “أم 79″ التي قدمتها السعودية للثوار في سورية.