أضعت بغربتي قدري وضاقت فسحة الدهر
ففي سري تعذبني خيالات وفي جهري
فإني ها هنا عبد أعيش بوطأة الأسر
كبحار تصارعه على ضعف قوى البحر
كإنسان بلا مأوى فمن شر إلى شر
أأبقى بعد يا وطني بعيداً خاملاً ذكري
كمجروح تناوشه ذوات الناب والظفر
ويعجز أن يقارعهم لما يلقى من الضر
فمن مأساتنا نبكي بدمع ساخن مر
بنو عم وعندهم يحرقنا لظى الجمر
وينكرنا بهم نفر وآخر كم بنا يزري
ويوسعنا بلا جرم قبيح الهزء والسخر
على أعصابنا نحيا فلا تسأل عن السر
رجعت إليك يا وطني لأحيا عيشة الطهر
رجعت إليك فلتهنأ بعودة ابنك البر
رجعت إليك كي أحيا طليقاً باسم الثغر
وحسبي فيك منطلقاً على الأجواء للنسر
سأفخر فيك يا وطني رفيع الشأن والقدر
خطاك اليوم تكلؤها عيون الله بالنصر
شموس المجد قد سطعت على دنيا من السحر
بوحدتنا غداً نزهو فينعشنا ندى الفجر
مصطفى فتح الله