بعضنا ... او ربما كلنا
طاردنا خيوط الدخان ... خلال العمر
وليس بعد رحيل العمر كما غناها عبد الحليم
ربما كنا ندرك انها خيوطا وهمية لكننا طاردناها
طاردناها لنقنع انفسنا ... وربما لنقنع الآخرين اننا نسعى لتحقيق هدف
فما هو الهدف او الاهداف التي تستحق ان نخادع انفسنا
قبل خداع الآخرين
ما هو الحلم او الوهم الذي يستحق
ان نضيع سنين عمرنا لاجله ونحن نعرف اننا لن ندركه ؟
سنقوم باحتساب مجموعة الاهداف مع انفسنا سرا
المال ... الجاه ... البنون ... الجمال ... الخ الخ
ولكننا بعد رحيل العمر
سندرك اننا كنا نطارد خيط دخان
عندما لن يعود هناك متسع للمطاردة
فلا شئ سيدوم
ولا شئ سنصحبه معنا عند اللقاء الكبير
يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب حسن
والا من اوتي كتابه بيمينه
لا يكتب فيه ... المال ولا الجاه ولا الولد
بل يكتب فيه العمل
عبادة الله حق العبادة
والامتناع عن المحرمات
وحب الناس
ربما سأفلسف الموضوع بطريقتي
سيكون رصيدنا هو مجرد او ملخص في كلمة واحدة لا غير
هي
الانسانية
فانا انسان عندما اخضع لخالقي
وانا انسان عندما التزم
وانا انسان عندما احب
وانا انسان عندما اسعى للتجرد من الدنيا ومن المادة
انها ليست دعوة للتصوف
بل
مجرد دعوة
من صديق
الى التأمل
والبحث عن الحقيقة الماثلة امام اعيننا
لكننا لا نراها
من فرط الانهاك
خلال مطاردة خيوط الدخان
ودمتم