روتانا - جدة
أصبحت مشكلة "التحرش الجنسي" من المشاكل المصنفة بالأولى عالمياً, فهي مشكلة لا تخضع لدين أو مذهب, بل معاناة تعيشها كل دول العالم,
بما في ذلك دول العالم الأول, ولنا في أمريكا خير مثال على ذلك, فبحسب "نيويورك تايمز" هناك سيدة من بين كل خمس سيدات أمريكيات تعرضت للتحرش،
حيث أكدت منظمة "كريسيس إنترفنشن" أن كل 2.5 دقيقة تتعرض سيدة أمريكية إلى تحرش جنسي، وهناك 700 ألف حالة تحرش جنسي في الولايات المتحدة الأمريكية سنوياً!
بينما في دول العالم العربي, تأتي مصر في المقدمة وفقًا لتقارير "منظمات الدفاع عن حقوق المرأة العالمية", حيث تُصنف الأولى عربياً بالنسبة لقضايا التحرش, والثانية عالمياً في التحرش والاتجار بالنساء!
في حين تأتي السعودية بالمركز الثالث بحسب وكالة "رويترز" وخاصةً بمواقع العمل, حيث أكد التقرير أن المرأة العاملة السعودية بالأماكن المختلطة هي الثالثة حول العالم تعرضاً للتحرش في مكان عملها!
وبرغم التطور والانفتاح الكبير الذي تشهده دولة الصين, والتي تخضع لقوانين صارمة, إلا أنها صُنفت ضمن نفس القوائم, بسبب تكرر حالات التحرش, ما يؤكد أن البيئة المنفتحة أو المنغلقة ليست هي المتحكمة بانتشار هذا النوع من الجرائم,
حيث أظهرت نتيجة استطلاع جرى ببكين أن 71% من المستطلعات الصينيات سبق لهن أن تعرضن للتحرش الجنسي, بينما أكد استطلاع قام به الاتحاد النسائي بهونغ كونغ أن ثلث الخادمات في هونغ كونغ تعرضن للتحرش الجنسي من قبل الزبائن! في حين تُعد أفغانستان والتي تمنع الاختلاط هي الأولى عالمياً من ناحية التحرش!
المفارقة تكمن في أن الدولة الأولى عالمياً من ناحية الحد من ظاهرة التحرش كانت اليابان حيث تسجل حالات تحرش نادرة, وذلك بعد أن استغلت التطور التكنولوجي الكبير للحد من حالات التحرش والقضاء عليها تدريجياً,
وبحسب إحصاءات الحكومة اليابانية فإن أكثر حالات التحرش كانت تتم داخل شبكات المواصلات العامة, وهو ما جعل الحكومة اليابانية تخصص عربات خاصة بالنساء في القطارات والمترو، وسعت جاهدة لرصد كل حالات التحرش عبر كاميرات مطورة, وبعد مجهودات متواصلة استطاعت طوكيو أن تحتل المرتبة الثانية عالمياً كأفضل شبكة مواصلات في العالم.