العلم العراقي وبيرق الحسين (ع) ينتصران في حروب الرايات مع داعش
![]()
بغداد/المسلة: تدور في خضم المعارك بين القوات العراقية والحشد الكفائي، من جهة، وتنظيم داعش الارهابي من جهة اخرى، حرب من نوع آخر، سلاحها الرايات التي تحمل رمزية دينية تعكس جوانب طائفية وقومية للميدان العراقي المتشعب.وفي حين اقتصر دور الرايات في الحروب اجمالا على تحديد مناطق السيطرة والانتصار، تشكل في العراق دليلا على نزاعات دينية تعود الى قرون مضت، ووسيلة لاثبات الوجود، او حتى "فخا" للايقاع بالخصم.ويقول الخبير في "معهد دراسة الحرب" احمد علي "في العراق حاليا ثمة حرب رصاص ورايات، والاثنتان لا تنفصلان".يضيف "نفسيا، زرع العلم مهم جدا، ويخبر العدو انك موجود في منطقة معينة، ويطور شخصية وهوية لمجموعتك".ومنذ الهجوم للتنظيم الارهابي في حزيران/يونيو، وسيطرته على مناطق عدة ، لجأت السلطات العراقية الى مجموعات شعبية مسلحة للقتال الى جانب الجيش والشرطة، اضافة الى عدد من العشائر.وتنضوي هذه المجموعات تحت مسمى "الحشد الشعبي" ، والتي حملت السلاح للقتال الى جانب القوات الامنية تلبية لنداء المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني.واضافة الى العلم العراقي، ترتفع الرايات الحسينية في ميدان المعركة وعلى الآليات العسكرية الرسمية، الى جانب العلم العراقي فوق المباني الحكومية والمقرات الامنية ودوريات امنية محدودة.في المقابل، يعتمد التنظيم الارهابي راية سوداء. ويقول مدير تحرير نشرة "انسايد ايراكي بوليتيكس" المتخصصة بالشؤون العراقية ناثانيال رابكين، بحسب فرانس بريس، ان بعض الفصائل المقاتلة تحاول ان تستثمر التقليد الديني المتعلق برايات عاشوراء عبر استخدامها لتحديد الارض او اظهار ان قضيتها امتداد لقضية الامام الحسين". وتنتشر في شوارع بغداد رايات الامام الحسين(ع)، واخيه الامام العباس(ع). كما ترفع هذه الرايات عند نقاط التفتيش للقوات الامنية وعلى آلياتها العسكرية.ويزداد انتشار الرايات خلال شهر محرم، تزامنا مع احياء ذكرى مقتل الامام الحسين(ع) على يد جيش الخليفة الاموي يزيد بن معاوية في العام 680.وتكتب على الرايات السوداء او الحمراء، عبارات "لبيك يا حسين، هيهات منا الذلة"، و"يا ابا الفضل العباس يا قطيع الكفين". وبحسب الرواية التاريخية، كان العباس حامل راية الحسين، وقطعت يداه لاسقاطها.وبات المقاتلون يتماثلون بهذه الراية في قتال داعش.ويقول الاستاذ في الحوزة الدينية في النجف الشيخ فرحان الساعدي "اليوم تستخدم راية العباس في المعارك مع داعش لاستلهام تضحية الامام الحسين واخيه العباس واصباغ صفة تاريخية على الدور الذي تقوم به القوات المقاتلة".ويوضح ان الراية تمثل "دافعا للتضحية والفداء، واشارة الى ان من يرفع هذه الراية يمثل منهج الامام الحسين واخيه العباس".