![]()
أيها الحالم يوماً هل رأيتَ الحلم سالي؟
فإذا الحلم تجلّى فهو للعشاق غالي
و رأيتَ مَنْ تحبّ وصلها تهوى و لا تبالي
و يفيض إغراؤها بالحنان و الوصالِ
و حلمتَ أنّكَ هاوي حسناء بها قلبكَ ذابْ
فسقتْكَ الماء بالخضراء حسناءُ رضابْ
وشربتَ من عصير الشوق ما لذّ و طابْ
فثملتَ في دهاليز الهوى وسط الضبابْ
و روتكَ رشفة العاشق من كأس الحسانْ
و أطربتكَ ألحان الغواني و ترانيم الكمانْ
فإشتهيتَ قبلةً لِخدِّ مَنْ تهوى زمانْ
و رقصتَ مع أحلى المعجبات بلا هوانْ
فدنوتَ منها كالمتيّم في عشق ٍ مثير
و إرتميتَ في أحضانها مثل الأسير
و شعرتَ أنّكَ تعدو نحوها ثم تطير
لِتطالَ أحلام العذارى الباعثاتِ لِلعبير
تنشد العطر يفوح زاكياً وعلى العَجَل
و تناجي لوعة الشوق التي تحيي الأمل
بالتمنّي و اللقاء بين صرعات القُبَل
هكذا تقضي يقيناً أحلى لحظات الغزل
و تعانق مَنْ بالطيف تسحَرُ بالعناق
حيثُ تكبو ثمّ تنتابكَ صيحات الفراق
بعدها تنشدُ لحناً عاطفياً بإشتياق
و تُردد غنوة المغروم في حُبّ العراق
حيث تبكي بعد أن هزّكَ شوطٌ للخصام
بعدها تشقى و تصحو وسط آهات النيام
طالما الحلم سحابُ حيثما حلّ سيُنهى بختام
و هكذا الطيف توارى بين أحلام الوئام
فليتهُ عاد سريعاً حتى أحلم مرتين
حيث يُنعم بالسلام عَمَّ وادي الرافدين
فضفافه للحبّ و الإيمان كالبلد الأمين
و هو رمزٌ للوفاء و الإخاء و للحقّ عرين
.
.
.