شَجَرُ البيدرِ بالصّمتِ حزينْ
إنطفأَ الفجرُ، بكى الصّنوبرْ
جفَّتْ عُروقُ الياسمين
والصُّبحُ بحرَ الوداعِ أبْحَر
شَدَّ صِنّارةَ الأيامِ إسْفين
خلْفَ أُفُقِ الشّوقِ أبْصر
وردَةً،،، من حوضِهِ الرّياحين
ومع نداءِ الله أكبر
ضمَّها لِحضْنِهِ، يعْتصِرُ الحنين
كأنّي بمثواكِ يا خالةُ أزْهَر
وطيْبُ الجَدِّ ينْدو بالطّرابين
كأنّي بتاريخِ النّاصبةِ تبَعْثَر
وأمسى الصبحُ لجَبينِها رهين
يقرأُ ما دوَّنَهُ على الدّفْتَر
قلمُ الحُزنِ وفراقُ السّنين
كيفَ ستائرَ البيتِ شحَّر
وأسْكَنَ الألمَ جوفَ الوَتيْن
أيا جَدُّ، حنيني إليكَ سَطَّر
بعض حروفِ العتابِ، يُحرِّكُها الأنين
على دمعٍ من عيونِ أُمّي انْهَمَر
ودمعُ الجدّةِ حِمَمُ البراكين
أَلْهَبَ القلوبَ، أشْعَلَ البيدر
وسؤالٌ في فجوةِ الصوت سجين
أيا حبيبَ العُمرِ، يا طلّةَ القمر
تحْمِلُكَ أَكفُّ الأحِبَّةِ،،، إلى أين
إلى جِنانِ اللهِ،، هذا ما القلبُ صبَّر
رعاكَ الإلهُ في جنَّةٍ وجنَّتين
سأبقى من عبيرِ ذكراكَ أتَعَطَر
وأمسحُ دمعَ العبيرِ بِآذانٍ مُبين
هذا ما كتَبَ اللّهُ وشاءَ وقَدَّر
أيا أحِبَّةً والرّوحُ بِكُمْ تسْتَكين
فِراقُ الأُمِّ حَسْرَةٌ، والقلبُ عليها تَحَسَّر
شَجْرَةٌ تَدَلَّت أنوارُها في عِلِّيين
مُبارَكَةٌ، والنّعيمُ بها افْتَخَر
بِآلاءٍ مِنْ كتابِ الصّدقِ واليقين
نسَجَتْ لِأحمَدٍ ثوبَ مِسْكٍ وعنْبَر
وفيضُ الدّمْعِ فوقَ المرْجِ مِنْ عَيْن
على ورْدٍ قِطافهُ الظّهْرَ أَبْتَر
يا جوادَ الموتِ، ساحُكَ كُلُّ الميادين
في هودَجِكَ عليٌّ، وقدْ أبْكَر
إشْتاقَ إلى زينَبٍ والحُسين
يا ربُّ مأْواهُم مع الزّهراء وحيدر
والفاتحةُ بعدَ الصّلاةِ على الأمين
خيرُ ما نطَقَ بهِ اللِّسانُ وذَكَّر
م