تطلق كلمة الشام على أرض فلسطين، وسوريا، ولبنان، والأردن وما جاورها، وتسمى كذلك بالشامات. فُتحت هذه البلاد في صدر الإسلام وكان الوالي عليها في الخليفة ابي بكر الصديق هو يزيد بن ابي سفيان شقيق معاوية .. وبعد وفاة يزيد بن ابي سفيان في عهد الخليفة عثمان بن عفان كان معاوية بن ابي سفيان هو الوالي عليها، وفي عهد خلافة علي عليه السلام تمرد معاوية على حكم الامام علي بن ابي طالب عليه السلام . واصبحت دمشق مركزا للأمويين ..وعاصمة لهم بعد ذلك ... كان أهل الشام يضمرون لعلي عليه السلام العداء وخاصة في عهد معاوية، ويعزى سبب ذلك الى الدعايات الواسعة التي كان يشنها معاوية والأمويون ضد علي عليه السلام وبني هاشم. وبما أنهم كانت لهم الهيمنة على تلك البلاد فقد أوغروا صدور أهاليها ضد آل البيت، وزرعوا في قلوبهم العداء لهم.واصبح شتم الامام علي عليه السلام على المنابر سنة من سنن الامويين لاكثر من خمس وثمانون سنة حتى جاء الخليفة عمر بن عبد العزيز وابطل هذه السنة .. كل هذا تسبب في استشراء العداء بين الشاميين والعراقيين وأدى الى عدم انصياع ولايات وأهالي العراق فيما بعد لحكومة دمشق.
بعد استشهاد مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة أخذ رأسيهما الى الشام حيث مقر حكومة يزيد... وبعد واقعة كربلاء رفعت رؤوس الحسين عليه السلام والشهداء على الرماح و سُبي أهل البيت الكرام ، وسيرت الرؤوس والنساء والصبيان وعيالات الحسين عليه السلام الى الكوفة ومنها الى الشام...
كان في مدينة دمشق قرب المسجد الجامع فيها سوق يسمى سوق الشام ، وبقاياه يسمى اليوم بـ"سوق الحميدية". ومن المشهور أن ابن زياد ساق عيال سيد الشهداء من بعد واقعة كربلاء كسبايا وسيّرهم من الكوفة إلى الشام. وأمر يزيد بإضاءة وتزيين بلاد الشام، وأن يطاف بعائلة الإمام الحسين في الأزقة والأسواق. ومن جملة الأماكن التي سير فيها السبايا هو سوق الشام الذي احتشدت على جانبيه جموع غفيرة من الناس للتفرّج على سبايا آل الرسول صلى الله عليه وآله.
يصل طول هذا السوق اليوم إلى خمسمائة متر وعرضه عشرة أمتار، ويتألف من طابقين، ويعود تأريخ بنائه إلى العهد العثماني. ويبتدئ سوق الشام من شارع عريض يقع إلى الغرب منه وينتهي بساحة تقع مقابل المسجد الأموي . . . والمسافة الفاصلة بين آخر عمود إلى الساحة المقابلة للباب الغربي للمسجد الأموي تقارب 30 مترا، ويبدو أن سبايا بيت العصمة والنبوة قد دخلوا المسجد من هذا الباب..
خلّف سفر أهل البيت الى بلاد الشام مرارة في قلوبهم، ولاقوا فيها أشد المصائب والمشاق. ولما سئل الإمام السجاد عليه السلام أي المصائب كانت أشد عليكم في واقعة الطف ؟ قال ثلاثا: "الشام ، الشام ، الشام".
، وأدخلوهم على يزيد هناك وأبقوهم في دمشق عدة أيام، وفيها تحدث الإمام السجاد وزينب عليهما السلام في مجلس يزيد وكشفا حقيقة أفعاله ..
لكلّ من زينب ورقية عليهما السلام ضريح في الشام يزوره محبوا اهل بيت النبوة ضريح رقية قرب الجامع الأموي في دمشق، وضريح زينب في حي الزينبية خارج دمشق
رائد جعفر مطر