ويْحَكِ ! في إصْبَعكِ المُخْمَلي
حَمَلتِ جُثْمَانَ الهوى الأوَّلِ
تَهَنَّئي ..يا مَنْ طَعَنْتِ الهَوى
في الخَلْفِ .. في جانِبِهِ الأَعْزَلِ
قَدْ تَخْجَلُ اللبْوَةُ من صَيْدِها
يوماً, فهل حاولْتِ أنْ تَخجَلي؟
بائِعَتي بزائِفاتِ الحُلي
بخاتَمٍ في طَرَفِ الأَنْمُلِ
بِوَهجِ أطواقٍ خزفيَّةٍ
وبالفراءِ ، الباذخِ ، الأهْدلِ
***
أعقدُ ماسٍ وانتهى حُبَّنا؟
فلا أنا مِنْكِ .. ولا أنتِ لي..
وكلُّ ما قلنا . وما لم نَقُلْ
وبوحِنا في جانِبِ المِنْقَلِ
تَسَاقَطَتْ صرعى على خاتَمٍ
كاللَّيلِ, كاللَّعنةِ, كالمِنْجَلِ..
***
كيف تآمرتِ على حُبِّنا
وعامُهُ الأوَّل لَمْ يكملِ..
جَذْلَى .. وفي مأتَمِ أشواقنا ؟
جَذْلَى .. ونَعْشُ الحبِّ لم يُقْفَلِ؟
والخاتَم الزاهي, خريفُ المنى
يرصُدني كالقَدَر المُنْزَلِ
يُخبرني أنَّ زمانَ الشَذّا
راحَ, وغاصت صيحةُ البلبلِ
***
بائِعَتي بائِعَةَ نَفْسِها
ماذا تمنَّيتِ ولم أفْعَلِ ؟
نَصَبْتُ فوق النَّجم أُرجوحَتي
وبالدُّما رَسمْتُ مُسْتَقبَلي
وبيتُنا الموعُودُ .. عمَّرتُهُ
من زَهَرَاتِ اللوزِ ، كي تنزِلي
قَلعتُ أهدابي .. وسوَّرتهُ
ورداً على الشُرْفةِ .. والمَدْخَلِ
أَرقُبُ أن تأتي كما يرقبُ
الراعي طُلوعَ الأخضر المُقْبِلِ..
***
صَدفتِ عنّي .. حينَ ألْفَيْتِني
تجارتي الفِكرُ .. ولا مال لي
أَبْني بُيُوتي في السَحَابِ القصيّ
فيكتسي الصباحُ من مَغزلي
جواهرٌ تكمُنُ في جَبْهَتي
أثمنُ من لؤلؤكِ المُرْسَلِ
سبيّةَ الدينار ، سيرى إلى
شاريكِ بالنقودِ .. والمُخْمَلِ
لمْ أتـَصَوَّر ْ أَنْ يَـكونَ عَلـى
اليَـدِ التي عَـبـَدْتــُّه .. مَقْـتَـلي !!
خاتم الخطبة (نزار قبانى)