أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- ولد والاس تشان عام 1958 لعائلة فقيرة في منطقة فاز بالصين، لكنه اخترع أسلوباً في تصميم المجوهرات أدخله إلى أسواق أصحاب المليارات، وبمنتجات حصرية لا يمكن أن يحصل عليها إلا القلة في العالم.
ويعمل تشان آلاف الساعات لصنع قطعة واحدة، وفقاً لقوله، ويقول إنها تجربة روحية تأخذه من الواقع وتسحبه إلى داخل الحجر، إذ يتوجب عليه أن يركز في آلية النحت والزوايا التي ينكسر فيها الضوء ويعكس بها ألوان الحجر الكريم.
إذ بدأ تشان بنحت الرموز الدينية في الصين، لينتقل بعدها إلى المجوهرات ويبدأ باختراع أسلوبه الخاص بتقنية أسماها "تقنية والاس" لحفر الأحجار الكريمة، وبلغت قيمة أحد أعماله بهذه التقنية 73.5 مليون دولار، كما بيع قرطان من تصميمه مقابل 555 ألف دولار..
هذه قطعة من مجموعة أعمال تشان الجديدة بعنوان "Now and Always" قام فيها تشان بنحت وجه الآلهة الأغريقية "Horae" متعددة الأوجه، إذ كان الإغريق يؤمنون بأنها كانت تغير الفصول الأربعة برقصها.
وأتت الفكرة من وراء اختيار تشان للآلهة هو تعدد الشخصيات التي يظهر فيها الإنسان نفسه، ويضفي لمعان الحجر الكريم نوعاً من الغموض في هذا العمل الفني.
اخترع تشان "تقنية والاس" وهو الوحيد في العالم الذي يستخدمها والذي تدرب ليحترف باتقانها على مدى 13 عاماً.
إذ يستعمل تشان جهازاً لحفر الأسنان ليعمل بدقة على حفر الأحجار الثمينة التي تقع بين يديه.
ويدور جهاز الحفر 36 ألف مرة في الدقيقة، لذا قام تشان بالبدء بالحفر تحت المياه، كي يقلل من تأثير الحرارة المتولدة عن احتكاك حفر الحجر والذي يمكن أن يؤذي تلك القطع الثمينة.
ولكن المشكلة لا تكمن هنا فقط، بل يجب على تشان أن يقوم بحركة واحدة بالجهاز وأن يخرج الحجر وأن بتأكد من أن حفره تم بالشكل الصحيح، وذلك لأن حركة الجهاز تحت المياه تقلل من الرؤية، ليعاود غمس الحجر في المياه ويخرجه ويجففه ويتأكد من سلامة الحفر وهكذا.
إنها عملية فائقة الدقة وتتطلب الكثير من الجهد والصبر والمثابرة، لكن النتيجة تستحق هذا العمل، خاصة عندما تجذب أعماله هواة جمع القطع الفنية.
عند إلقاء نظرة واحدة على تحفه لا يمكن تحديد الطريقة التي استخدمها تشان في أعماله الفنية، خاصة مع السطح الخارجي الأملس للأحجار الكريمة.
هذا ما يولد الغموض في أعماله إذ تبدو الوجوه كما لو أنها ظهرت كالسحر في الأحجار الكريمة.
ولكن عند إدارة الحجر يمكن التعرف على التقنية الدقيقة التي يستعملها تشان في أعماله، خاصة مع الاتجاهات العكسية، فالحفر إلى اليمين يعني نتيجة على اليسار، والحفر للأعلى يمنح نتيجة في الأسفل، والحفر بعمق يظهر سطحياً عن النظر للحجر من الأمام.