صور ماضية .. لعظمة حاضرة ..
بقلم: معمر حبار(الجزائر)



أتذكر منذ 4 سنوات.. وأنا أتابع أوباما، حين راح يهدّد و يحذّر سورية، بعد حادثة السفارة الأمريكية في دمشق، أنّ خلفه صور كبيرة لرؤساء الولايات المتحدة الأمريكية جميعا.

وفي نفس اللّحظة، صور لوزراء خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، خلف وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلنتون، يومها في ندوة صحفية.
عظمة الأمم تعود لجذورها ، لتتشبّث بها، وتستمد منها قوّتها، و تتّخذ من رموزها في ميادين شتى ..
دعائم تعتمد عليها في فتح الأفاق، و إزالة الحجب، والنزول لأفرادها لترفعهم، و ترتفع به، وتصحيح مايجب تصحيحه، وإضافة مالم يستطع وصول إليها من سبقها، من علم، وأدب، وقوة، ومنعة.
بينما الرموز لدى الدول المتخلّفة.. تُهان و تُداس، و يُشوّه ماضيها، وتُحرم الناشئة من قراءتها، والقراءة لها. وتحذف صورها كأنّها لم تكن، و تكمّم أفواهها، كأنّها وُلدت صماء بكماء، فهي بين ..
من يعبدها ويرى فيها القداسة ، التي لاتمس ولا تنتقد، وبين من يلعنها صباح مساء، لأنها لم تساير هواه، وقد يخالفها في نقطة من النقاط.

ثم جاءت طائفة، فحرّمت على المجتمع تعليق صور العلماء بمختلف تخصصاتهم، و الفقهاء، و المفكرين، و الكتاب، و الأجداد، والآباء.
فأمسى الطفل، يجهل ماضيه، و يحارب صُنَّاعَه، و يردّد ما قيل له: "إنّنا لا نملك علماء !! ".
فالرموز هناك تُرفع و تُصان باسم كلّ الأسماء، ومن طرف المؤيّدين و المعارضين لها.
و الرموز عند الذين لا يعرفون قيمتها، تُحاربُ باسم الأرض و السّماء.. فضاعت الأرض .. وسقط السّقف.