إن من مقاييس معرفة سلامة القلب، هو البحث عن (محور) اهتمام القلب ومصب اهتمامه ، وما هو الغالب على همه ..فإن كان المحور هو الحق صار القلب إلهـيّا تبعا لمحوره، وإلا استحال القلب إلى ما هو محور اهتمامه، ولو كان أمراً تافها، كما ذكر أمير المؤمنين لنوف قائلاً: {من أحبنا كان معنا يوم القيامة، ولو أن رجلاً أحب حجراً لحشره الله معه}.
وقد ورد في الحديث القدسي ما يمكن استفادة هذا المعنى منه: {إذا علمت أن الغالب على عبدي الاشتغال بي، نقلت شهوته في مسألتي ومناجاتي، فإذا كان عندي كذلك، فأراد أن يسهو حلت بينه وبين أن يسهو}.
وقد سمي القلب قلباً لشدة تقلبه، ومن هنا لزم (تعهّد) محور القلب في كل وقت، تحاشيا (لانقلابه) عن محوره ، متأثراً باهتمام قلبه فيما يفسده ويغيّر من جهة ميله .