في معظم البلدان العربية ، تنتشر ظاهرة التخفيضات المضروبة التي غالباً ما يكون هدفها خداع المشتري بوسائل عدَّة كما يقول "عثمان محمد " أحد تجار الملابس الجاهزة في مصر الذي نوَّه على أن معظم الأسعار التي تُعلن في أسابيع التخفيضات لم تكن حقيقية ،
وتلعب على الذاكرة الضعيفة للزبائن ، فغالباً ما تحدّد أسعار غير حقيقية لمعظم السلع ومُبالغ فيها ثم توضع لها أسعار أخرى تبين نسبة الخصم الكبيرة والحقيقة أنها وهمية وربما لا تتعدى 5% فقط وليس 40 أو 75 % كما يدَّعي التجار ،
وأضاف عثمان بأن معظم السلع التي تعرض في مواسم التخفيضات تكون بها عيوب صناعة أو بقايا مقاسات أو موضات تقادمت أو منتجات اقتربت صلاحيتها على الانتهاء وأحيانا تكون بضاعة تالفة أو سبق استخدامها وأعيد تغليفها بشكل يُوحي أنها جديدة ،
وللأسف كل هذه الأخطاء ترتكب تحت عين وعلم المسئولين في وزارة التجارة التي تحدّد مواعيد وشروط المشاركة في أسابيع ومواسم التخفيضات ولابد من مراجعة تلك الجهات المنوط بها مراقبة الأسواق ومنع حالات الغش التي يرتكبها التجار ويدفع ثمنها الزبائن أو المستهلكون.
من جدة يعلق "محمد العنقري" الكاتب والمحلل الاقتصادي والخبير بسوق المال على ظاهرة التخفيضات الوهمية بقوله " بما أن السوق الاستهلاكية كبيرة بالمملكة ، وبات طريق التواصل بين المستهلك ووزارة التجارة سهلة بفضل وسائل الاتصال الحديثة فإن تطوير مراقبة السوق يتطلب استثماراً للتقنية الحديثة يؤدي لكشف أي تلاعب أو خلل بالعروض الوهمية بمواسم التخفيضات ،
وحتى يشاع أيضاً على كشف أي تباين كبير بأسعار السلع بين منفذ بيع وآخر ، وأضاف لاشك أن مراكز ملزمات الأسعار من قبل وزارة التجارة أصبح ضرورة ويساعد على ضبط السوق وكشف أي خلل بسهولة ،
حيث تقوم الفكرة على ربط شركات التجزئة والوكلاء بالمركز وعند إدخالهم أسعار السلع بأجهزتهم تكون مربوطة بمركز المعلومات مما يسمح للوزارة بمعرفة واقع الأسعار وحجم الفروقات بين متجر وآخر وكذلك الفروقات مع أسعار الوكلاء وموزعي الجملة ،
وعند قيام أى جهة بالتلاعب بعروض التخفيضات أو يظهر فرق كبير بسعر سلعة تحمل نفس المواصفات والمنشأ ، يتم كشفها ومعاقبتها على مخالفتها للأنظمة ، كما سيؤدي المركز دوراً توعوياً مهماً للمستهلك ، بمعرفة سعر السلع بكل منفذ حتى يتبين له من الأرخص ومن ثم سيوجه التجار تلقائياً إلى المنافسة الصحيحة للسوق ويمنع رفع الأسعار وتعظيم الأرباح من جيوب المستهلكين .
خاص: روتانا