فساد الماء يجلبه الركود
وفى الجريان له صلاح
لا تلوثه السدود
والقلبُ يَفْسَدُ حين
يُغلقُ من أسى
لنوازلِ غدرٍ
تصاحِبها جراحُ
ماكان ليلٌ سرمدي ٌ
كل ليلٍ لا بد يُعقِبه صباحُ
يا أنتِ أبعْدَكِ ما اكتفيتِ
من سَجْنِ قلبٍ
أحرقته بلهيب حبسٍ إنفرادي
وفوق جدار يأسك قد صلبتِ
بالأمس كالنوارِ كان القلب
منكِ يقطر بالنَدى
طيبا وعبقا وشذى
حتى أتتكِ سهامُ غدرٍ طائشة
بخيانةٍ نصلٌ توغل في الحشى
أغلقتِ كل نوافذ للحب فيه
وسقيته الحرمان كأساة نزفٍ
أدمنها حد الثمالة وانتشى
وحملتِ مطرقةً له زجرا
إذا يوما خفق
أو لاح شبح الحب
مابين ألأفق
قسما غليظا
لتمزقينه ضربا بها
وتخمدين أنفاسه كيف أتفق
عطشى للحب
واحلي نفحات الهوى
وتخنقينها في المهد تيها وجوى
غير عابهةً لقلبٍ بين الضلوع
تداعى ظمأ حتى انزوى
تكابرين كيف شاء بكِ الأسى
والليل يشفق أن يطول
وادمع حرى على الخدين
منكِ تسيل
الشوق والتحنان مابرح
الفؤاد بهما يئن عليل
الماضي أشباحٌ تطاردك
وتأويلٌ وتهويلُ
السحر في عينيك
يستجدى النداء
من أخرى لها فيه شفاء
ويخيفه زجرٌ يضعضعه
كلما لاح في الأفق نداء
صم أذان السماء
الصدر بالآهات ضاق
بالنواح والبكاء
يرسل الأنات شوقا
وارتجافا وحنين
وأنتِ تكابرين
وبكل بادرةٍ تهزئين
خيفةً وتوجسا
لكل نبضٍ بين أضلعكِ
بكل عمدٍ تخنقين
غير عابهةً لأوتار السنين
وعزفها زينك اللحن الحزين
يمضى الزمان بك حثيثا
تُرى فيم أنتِ تؤملين
والماضي مارده الشرس
خلفك يسعى بالسنين
لكل غالىٍ تملكين
العود منك عليه
من أترابك تُحسدين
والحسن هالات
عليها ترفلين
يخشاكِ الجمال
إذا بدوتِ لكل
عينٍ جاوزتِ كل حدوده
وصرتِ مقياس الجمال
ناهيك عن أحلى المعاني
وكل روعة للخصال
مما إذن تتوجسين ؟؟؟؟؟
ولما إذن تترددين ؟؟؟؟
ومن كل سانحةٍ تهربين
عيشي الحياة بفألٍ
وبكل جمالها فانعمي
الحب شريان الحياة
فأملئ الرئتين من نسماته
واصدحي شدوا به وترنمي
كل اللغات لغاته
فاختاري ماشئتى منها
بالهوى نطقا دون تلعثم
بك الإشراق فجراً وضحىً
وسطوع بدرٍ بليله وضياء
إن حُجبت ليلاً نجوماً
ترى دون وجه للقمر
تستضيءُ سماء
راقية الإحساس
ضنينة الحبِ
كما شاء الغرام لكي
إستبينى وأحبي
يأبى الوهم إيهاما
بكِ يزكيه إيلاما
ضياع العمر منكِ سدىً
ونثرها للريح أحلاما
تغر العين منك بها
صحوا بليلٍ فيه
الأنام نِياما
دعي الشفاه المثقلات
بكل أشواق السنين
تبدى ابتسامات الحنين
وتبِث حرفا يخنق
كل أنفاس الأنين
لا يا نفحة الريحان
لا تتوهمين
لا ولا تتوجسين
أفرحي القلب الحزين
دعيه يخفق في سكون
يبعث السلوى
وكل عبير الياسمين
فتدب في الروض الحياة
وفى الفيافي والحزون
عاش قلبٌ مات حبا
وكل قلبٍ عاف الغرام
تلظى واكتوى حرقا ببطءٍ
ثم أسلم روحه في غير حين
بقلمى ود جبريل / ود امدر