لماذا ننسى احلامنا
كثيرا ما ننسى احلامنا عند الاستيقاظ من النوم او تتنتاقص في الوضوح شيئا فشيئا مع تقدم ساعات النهار ونجد الجزء الذي نذكره ضئيل في الغالب وان كان له قدرة على الثبات في الذاكرة وعلى هذا الجزء دون غيره نصب قدرتنا على التفسير ..
والأحلام ظاهرة نفسية تنطبق عليها قوانين النفس الخاصة بالحافظة والذاكرة من حيث التذكر والنسيان ..بيد أن نسيان الحلم في نظر علماء النفس يرجع الى الأسباب الآتية :::
1/ ننسى احلامنا بسرعة لضعف تاثيرها على النفس .ذلك انها تتكون عادة من صور بصرية فقط وليست من صور سمعية وحسية كما في صور واحداث اليقظة .كما آن معظم صور الحلم احداث جديدة الوقوع .
2/ قليلا جدا ما تتكرر الاحلام وفي تكرارها يقوى تذكرها وعدم تكرارها يساعد على نسيانها فالإنسان في يقظته اكثر نسيانا لما يحدث مرة واكثر حفظا لما يمكن ارداكه تكررا وفي الحلم كذلك .
3/ عدم ترتيب كلمات الحلم وعدم انتظام سياقه لمقتضى الحال وعباراته المفرغة من المعنى وعدم ترابط صوره وتآلف احداثه في تناسق منطقي معقول تجعل من الضروري نسيان الحلم فهي في الاغلب لا تنقضي لحظة حتى تكون قد تفرقت بددا ..ومن النادر أن يقال آن اشد الأحلام غرابة هي احسنها لصوقا بالذاكرة .
4/ يعمل الشعور على نسيانها وعدم اظهارها اذا كانت أفكارها غير ملائمة للعقل الواعي او للمجتمع .
ولكن العلم الروحي يقرر ان الإنسان عندما ينام تتركه روحه أثناء نومه الى عوالم مجهولة تجول فيها باحثة منقبة ..وقد تقودها ارواح اخرى سبقتها الى العالم الآخر بالموت وتريها امورا لا يصح لها آن تحتفظ بها في ذاكرتها لانها تخص العالم الآخر فقط وقد ختم عليها باعتبارها سرا لا يصح لبني البشر الأحياء الموجودين في هذا العالم أن يطلعوا عليها ..
اما لأنه لا يجوز معرفتها واما لان الوقت لم يحن بعد لإفشائها ..
وأخيرا قد يكون السبب عدم امكانهم الأحتفاظ بها في قلوبهم دون افشائها ومن قبيل ذلك الاحلام التي ينسى الحالم موضوعها بمجرد قيامه من النوم فإنه برغم محاولاته الكثيرة لتذكرها فإنه يبوء بالفشل لان قوة علوية قد ختمت على ما رآه او سمعه أثناء حلمه..
ويقول بعض المعبرين من المسلمين آن الرؤى والاحلام يراها الإنسان بالورح ويفهمها بالعقل ومستقر الروح نقطات دم في وسط القلب ومستقر القلب في رسوم الدماغ والروح معلق بالنفس فإذا نام الإنسان امتد روحه مثل السراج او الشمس فيرى بنوره وضياء الله تعالى ما يريه ملك الرؤيا وذهابه ورجوعه الى النفس مثل الشمس اذا غطاها السحاب وانكشف عنها ..
فإذا عادت الحواس باستيقظها الى أفعالها ذكر الروح ما اراه ملك الرؤيا وخيل له ..
لذلك فإن الرؤى والأحلام التي يحتفظ العقل بتذكرها في حالة الصحو هي التي تحمل لنا في حالاتها الصحيحة وسائل خفية من العالم المجهول وهي التي تعيننا دائما وتوجب علينا الإهتمام بدراستها ومعرفة ما وراءها من الأخبار والحكمة اما التي ينساها الإنسان فلا يصح آن يجهد نفسه في تذكرها حيث طمس على الحكمة من رؤيتها ..