فقدت شوارع بغداد إحترام الناس لها بسبب التعدي على ارصفتها بشكل لا يقبله الشرع والعرف والقانون واستبيحت كل حقوق المواطن في حقه بالسير على الرصيف حماية لنفسه من العجلات والسيارات فاليوم من منا لايحب ان يمشي على الرصيف ويذهب الى السوق ومن منا لايحب ان يرى الشوارع نظيفة ولايرى الازدحامات والاوساخ التي ترمى في الشارع فقد نجد الكثير من المواطنين اعتادوا السير في الشارع وليس على الرصيف الذي امتلأ من بضائع المحلات والبسطيات ، إذ أن أغلب مدن العالم تهتم الحكومات والشعوب بمظهر مدنها وبجمالية حدائقها وشوارعها واسواقها وهذا يأتي من حالة الرقي التي لديها لكن الأمر في العراق يختلف تمامآ فمظهر مدننا بائس جداً حيث التجاوزات على الشوارع والارصفة والساحات العامة والاسواق وكأننا نعيش في بلاد غير بلاد الرافدين التي تمتلك حضارة عريقة امتدت آلاف السنين وعن هذا الوضوع تحدثت الينا شريحة من المجتمع العراقي وعن معاناتها من هذه الظاهرة ... منظر غير حضاري
مصطفى عصام ــ موظف في أمانة بغداد يقول / إن هذه الظاهرة تعطي منظرا غير حضاري ونتائج سلبية على بلدنا .. ومن خلال عملي في الامانة وتنقلاتي الكثيرة في الشوارع أرى أن التجاوز على الارصفة بدأ يأخذ مدى واسعاً بعد عام 2003 اي بعد سقوط النظام البائد وحتى يومنا وعلى الرغم من الانذارات وفرض العقوبات لكن من دون رادع يردع اصحاب هذا التجاوز والمتجاوزين ونحن نتمنى ان لا نقطع رزق احد ولكن المتجاوزين لاياخذون بالنصائح والارشادات فباتوا يعرقلون حركة السير وكما هو معروف فان العراق يعاني من ظاهرة الازدحامات كل يوم بل كل ساعة وعلى الحكومة أن تفرض على هؤلاء المتجاوزين عقوبة تجعلهم عبرة لغيرهم .
رخص الأسعار
تقول سعاد علي / مدرسة « المواطنون انفسهم في بعض الاحيان نجدهم ضد فكرة اخلاء الرصيف والسبب رخص اسعار البضائع والسلع التي يعرضها العاملون على الرصيف وكذلك الاستفادة من اصحاب المهن الموجودة على الرصيف مثل (الاسكافي وصباغي الاحذية وبائعو الصحف ومصلحو الساعات ) وغيرها من المهن التي نحتاج الى خدماتهم .
في حين يقول أحمد رسن / طالب في معهد الادارة التقني « إن الرصيف ليس من حق احد فهو حق الجميع واننا لا نضع اللوم على اصحاب البسطيات فقط بل هناك الكثير من المحلات التجارية الذين استحوذوا على الرصيف لعرض بضاعتهم على الارصفة وللعلم ان ما يقارب (85%) من الارصفة في العراق مستغلة من قبل اصحاب المهن وهذا يعتبر سلباً لحق المواطن في السير في الاماكن المخصصة له وإحداث الازدحامات .
مخالفة القانون
أحمد حسين / مهندس يعمل في شركة أهلية يلفت الانتباه الى ان اصحاب البسطيات الذين يفرشون على الرصيف بضاعتهم هم من ذوات الدخل المحدود ولكنهم من حيث لايعلمون قد تسببوا بالكثير من الاضرارللمواطن وللعاصمة بغداد . ويقول ان الارصفة تحتوي على اسلاك الكهرباء (اعمدة ودفن تحت الارض) وشبكات الماء الصالح الشرب وشبكات الصرف الصحي وبالاضافة الى اسلاك الهواتف الارضية وان التجاوز عليها يتلف هذه الخطوط وفي حال عطب لاتستطيع لدوائر الخدمية من أداء عملها بشكل الكامل في الصيانة . واضاف قائلاً ان مثل هذه التجاوزات تسبب بتعطيل المشاريع الحكومية المهمة التي تخدم المواطن وتزيد للعاصمة بغداد رونقأ وجمالأ.
وتحدث سالم احمد / موظف في احد الدوائر الصحية عن ظاهرة خطيرة على صحة الانسان والبيئة وهي ظاهرة ذبح المواشي على الرصفة حيث قال «ان هذه الظاهرة في الماضي لم تكن موجودة ولكن بعد السقوط انتشرت بسبب غياب الرقابة الصحية حيث يتم تعليق الذبائح على الاعمدة الكهرباء ويتم سلخها اما الذبح فيقوم به صاحب المواشي على الارض وسط انتشار النفايات والاتربة بل ان اصحاب القطعان تجاوزوا على شبكة الماء والمجاري لغسل المواشي وكما نرى ان الاعلاف وفضلات المواشي قد اغلقت الرصيف وزحفت على الشارع العام وان معظم الذين يشترون الذبائح هم من اصحاب النذور الذين يضطرون الى ذبح هذه المواشي على الرصيف وبذالك يتجاوزون على النظافة العامة وهذه ظاهرة غير حضارية ..
الورش الصناعية
ظاهرة جديدة تضاف الى الاعداد الكبيرة من الظواهر السلبية متمثلة بانتشار ورش الصناعة والتجارة وبقية انواع الورش والمعامل في الشوارع العامة وبالقرب من المساكن من دون ان تكون لها موافقات قانونية في اماكن وجودها فا مخلفات تلك الورش تملأ الرصيف ناهيك عن الضوضاء التي تصدر منها .
ساري محسن / صاحب ورشة حدادة حدثنا عن هذا الموضوع مبينأ انه اضطر الى نقل الورشة الى داره بسبب ارتفاع اجور المحلات . واضاف الى ان الزبائن غالباً ما يبحثون عن ورش قريبة من دورهم نظراً للزحام.
المال العام
وتحدث احد رجال الدين عن هذا الموضوع قائلاً : حسب فهمي المتواضع أرى أن الرصيف وجد للحفاظ على حياة المواطنين وهو المكان المخصص الذي يسير فيه الناس وأكيد أن الشارع هو للمركبات فحين تغلق الرصيف والشارع في نفس الوقت ماذا تركت للناس أو المركبات وهذا اكيد نابع من عدم وجود الوعي الديني والاخلاقي بحرمة التجاوز على المال العام باعتباره ملكاً عاماً الجميع ونحن نشدد بضرورة ان يكون هناك وعي اخلاقي من قبل المتجاوزين وبضرورة رفع هذه التجاوزات لانها ملك الجميع وليس لفرد واحد وان تتغلب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة في تحمل المسؤولية اتجاه الشارع الاسلامي في الحفاظ على النظام وجمالية الشوارع والأرصفة في مدننا العزيزة وفي هذا الموضوع نرى ضرورة أن تكون هناك حلول جذرية لهذه التجاوزات بأن يكون الرصيف للمواطن والشارع للسيارت وأن تكون هناك ساحات مخصصة للباعة من اصحاب البسطيات وتكون هناك غرامات مالية على المحلات التي تتجاوز على الرصيف في عرض البضائع من اجل الحفاظ على نظافة مدننا العزيزة ثقافياً وحضارياً .
بدل الإيجار
محمد سعيد / أحد اصحاب البسطيات في بغداد الجديدة ولديه شهادة جامعية يقول : إن السبب الرئيسي في تجاوزي على الرصيف هو إنني لا أقدر على دفع ايجار المحل لأنه بسعر مرتفع جداً فأين أذهب وأين أعمل فالرصيف هو أفضل محل أجلس عليه .
حسين دهش / خريج كلية القانون والسياسة يقول : اضطررت الى العمل في هذه المهنة (ابيع ملابس الاطفال) في هذه البسطية والتي بالكاد احصل منها على ما يعينني على اعالة زوجتي وابنتي بعد أن تعبت ويئست من الحصول على فرصة عمل حالي حال الكثير من الخريجين العاطلين وأناشد المسؤولين بالاهتمام بالخريجين وتوفير فرص العمل لهم .
فرصة عمل
وأيد حسين في الرأى الموطن (صالح مهدي ) /الذي يعمل في منطقة شارع السعدون قائلأ : إن معظم اصحاب الجنابر والبسطيات هم من اصحاب الشهادات الجامعية الذين لم يجدوا فرصة عمل لهم في دوائر الدولة ليضطروا للعمل على الرصيف بخاصة وانهم اصحاب عوائل وفي حاجة الى العمل من اجل توفير مستلزمات الحياة وفي ظل ظرف اقتصادي صعب.زينة هاشم / بائعة في سوق عريبة بمدينة الصدر تقول : اتمنى من المسؤولين الاهتمام بنا في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي نعيشها والارتفاع الهائل في اسعار ايجار المحلات فنطالب الحكومة بالعمل على تخصيص قطعة ارض وتوزيعها بيننا بالتساوي لنبني عليها ما يقينا من المطر في الشتاء ونحافظ على بضاعتنا من التلف.وعلى مدى السنوات الماضية ظل المتجاوزون على الشارع العام يشرحون بمرارة معاناتهم في عدم الحصول على فرصة عمل الامر الذي دعاهم الى الاستيلاء على الكثير من الارصفة والطرق الرئيسية للعاصمة .
حملات رفع التجاوز
المسؤولون في أمانة بغداد تحدثوا بهذا الشأن وأوضحوا « أن الامانة دأبت على شن الحملات على التجاوزات ولا سيما التي تؤثر على نظافة وجمالية العاصمة بغداد .واهمها التجاوزات على الشوارع الرئيسية من قبل اصحاب البسطيات والعربات الجوالة.
واشار مصدر في الامانة الى ان الدوائر البلدية قامت بالتنسيق مع دوائر الحراسات والامن في دائرة بغداد للقيام بحملة واسعة لرفع هذه التجاوزات التي تعيق حركة المرور والسير اضافة الى تاثيرها على جمالية العاصمة بغداد ويرى سامي ان معاناة الامانة في هذا الجانب كبيرة جداً بسبب ما يقوم به اصحاب البسطيات من رمي النفايات وتركها على ارصفة الشوارع.تضاف مسؤوليتها على الامانة فعليها يقع واجب رفعها وأنها في هذه الحالة تمقوم بترحيل المتجاوزين من المكان . وهناك قوانين وانظمة الا ان الامانة لا تستطيع تنفيذها نظرا لان المتجاوزين يرفعون بسطياتهم حال حضور الامانة وبمساندة الدور السكنية القريبة والمحال التجارية التي تتستر عليهم.حيدر جميل / موظف في الدئرة القانونية لأمانة بغداد تحدث عن الاجرءات القانونية بحق المتجاوزين وقال : إن هناك غرامات مالية تصل الى (500)الف دينار على الذين يمتنعون عن ازالة تجاوزاتهم بعد انتهاء مدة الانذار الرسمية التي توجه لهم بموجب القرار (296) المعدل الذي خول الامانة صلاحية متابعة الظواهر السلبية التي تشوه منظر العاصمة بغداد .واشارة الى ان حملات ازالة التجاوزات لن تقف عند التجاوزات الصغيرة بل تشمل ساحات ومعارض بيع السيارات والمباني والدور غير القانونية على الاملاك العامة موكداً أن الحملة ترمي بالدرجة الأولى إلى المحافظة على جمالية مدينة بغداد.