احتفل محرك البحث الشهير "جوجل" اليوم بالذكرى الـ150 لميلاد المصور والرسام الفرنسي العالمي هنري تولوز لوتريك، وذلك بتغيير شعاره إلى صورة للفنان وهو جالس يرسم شعار "جوجل".


هنري دي تولوز لوتريك هو مصوّرٌ ورسام فرنسي. ولد في مدينة آلبي Albi لعائلة ثرية من كبار ملاّك الأراضي. عاش في طفولته حياة بذخ ودعة، وتعلم الإنكليزية واللاتينية بمساعدة أمه، ومدرسين خصوصيين. لكن هذه الحياة الرغيدة سرعان ما انقلبت إلى مأساة عندما كُسر عظم فخديه في حادثتين متتاليتين. وانجبر الكسران على تشويه، فتوقف هنري عن النمو، وعندما بلغ من العمر ثلاثة عشر عاماً كان طوله متراً ونصف المتر، وعندما صار يافعاً بلغ طوله متراً واثنين وخمسين سنتمتراً. وقد نما جذعه نمواً طبيعياً في حين بقيت رجلاه قصيرتين بصورة لافتة.

ووفقاً للموسوعة لعربية، تلقى هنري علومه الأولية العامة في معهد كوندورسيه حيث تعرف صبياً يدعى موريس جويان، فصار صديق عمره، ومؤرّخ سيرته، ومؤسس متحفه الحالي الذي يحمل اسمه في مدينة آلبي مسقط رأسه. رسم له لوتريك لوحة عنوانها (صورة موريس جويان في خليج سومّ) عام 1900.
أرسله أهله إلى باريس ليتتلمذ على مصور كان ذائع الصيت وقتها وعندما بلغ لوتريك من العمر إحدى وعشرين رغب في أن يعيش حياة فنان على هواه وأن يكون له محترفه الخاص به، وأذعن أهله لرغباته بعد رفض، فاكترى محترفاً في حيّ مونمارتر، وراح يرتمي في أحضان الملذات، ويكثر من ارتياد السيرك، وظهرت آثار ذلك كله في لوحاته.

كان أهمّ حدث في تاريخ حي مونمارتر، وفي مسيرة حياة لوتريك، افتتاح ملهى الطاحونة الحمراء. وكان للوتريك فيه طاولة محجوزة على الدوام، يعاقر الخمرة ويرسم بقلم الرصاص، وفي محترفه يحوّل رسوماته الأولية هذه إلى لوحاتٍ رائعة.
وفي عام 1891 رسم لوتريك إعلاناً للطاحونة الحمراء فاشتهر أمره وذاع صيته، فقد انتشر الإعلان في أرجاء باريس كلّها ولهج أهلها باسمه ودقت ساعة مجده وكان عمره وقتها سبعة وعشرين عاماً.
في عام 1898 تفاقمت حالته الصحية، وراح يعاني من هلوسات، وأزمة هذيان رعاشي بفعل تعاطي المسكرات، فنُقل إلى مصحة عقلية. ولكي يثبت سلامة صحته العقلية رسم تسعة وثلاثين مشهداً من مشاهد السيرك بأقلام الرصاص الملونة من وحي ذاكرته. وعندما أُفرج عنه عاد ليعاقر الخمرة التي كان يخفيها في عصى مجوّفةٍ كان يستخدمها في المشي. ثم أصيب بالشلل فأعادته أمه إلى قصر مالْرومي. وسرعان ما دبّ الشلل في جسده كلّه ووافته المنية وعمره 37 عاماً مُخلّفاً أعمالاً كثيرة معظمها موجود في متحفه في مدينة آلبي وفيه 600 لوحة و330 مطبوعة حجرية و30 إعلاناً وبضعة آلاف من الرسوم.