المدى / بغدادفي ثالث تنسيق من نوعه بين الحشد الشعبي و"البيشمركة" مع القوات الاتحادية، بعد عمليات تحرير "أمرلي" و"سد الموصل"، نجحت القوات المشتركة في استعادة اغلب مناطق شرق ديالى والبلدات القريبة من الحدود الايرانية والغنية بالنفط، التي سيطر عليها "داعش" في الصيف الماضي.وتقول اطراف كردية وفي الحشد الشعبي ان القوات "المشتركة" هاجمت مناطق شرقي ديالى من ثلاث محاور، واستعادت اغلب القرى والاحياء في تلك النواحي وقتلت مسلحين بينهم قيادات بارزة في "داعش"، وباتت قريبة جدا على تحريرها بالكامل.ويعد تحرير مناطق السعدية وجلولاء، البداية لانهاء وجود المسلحين في المحافظة- بحسب مسؤول محلي- بعد قطع طريق الامدادت الواصل بين ديالى وصلاح الدين، فيما سيبقى امام القوات الامنية لاعادة السيطرة على المحافظة بشكل كامل تحرير قرى في شمال المقدادية تعد من ابرز معاقل "داعش"، فضلا عن مناطق في شرق بعقوبة وسلسة جبال حمرين، شمال شرق بعقوبة.في غضون ذلك يقول نائب رئيس مجلس محافظة ديالى عمر الكروي لـ"المدى" ان "القطعات العسكرية استطاعت الدخول الى ناحيتي السعدية وجلولاء، واعادة السيطرة على اغلب الاحياء في تلك المناطق".واضاف الكروي ان "القوات الامنية استطاعت قتل عدد من المسلحين، فيما فر اخرون الى تلال حمرين الواصلة بين ديالى وصلاح الدين والموصل، والتي لازالت تمثل مصدر خطر على المحافظة". فيما قال الكروي بان "العوائل ستعود بشكل تدريجي الى المناطق المحررة بعد استتباب الامن بشكل كامل".الى ذلك قال عضو كتلة المواطن في مجلس ديالى قاسم المعموري في تصريح يوم امس لـ"المدى" بان "القوات الامنية سيطرت على سبع قرى تابعة للسعدية"، فيما توقع ان يتم تطهير تلك المناطق بالكامل خلال الساعات المقبلة.واكد المعموري بان"التشكيلات العسكرية التي تشارك في عمليات التحرير هي عمليات دجلة، والفرقة الالية الخامسة التابعة للجيش، وقيادة شرطة المحافظة، وقوات الرد السريع والحشد الشعبي، فضلا عن قوات البيشمركة وابناء ناحية جلولاء". مشيرا الى ان "داعش" الذي يسيطر على تلك المناطق منذ اشهر، سمحت له بتفخيخ "الطرق" والمنازل، حيث تبذل الفرق الهندسية جهودا كبيرة لتنظيف تلك الممرات من العبوات.وكانت شرطة ديالى كشفت، مؤخرا، عن وضع "داعش" أكثر من 110 عبوة ناسفة أغلبها تزن من 10-30كغم من المتفجرات، واكدت أن "كمية المتفجرات التي تم ضبطها ورفعها من الطرقات كافية لتدمير ثلاثة أحياء سكنية كاملة.في غضون ذلك يقول عمار مزاحم وهو عضو كتلة عراقية ديالى التي تضم عددا من الاحزاب السنية وقائمة "علاوي" بان " مناطق السعدية وجلولاء تعتبر الجيوب الاخيرة للتنظيم في مناطق شرق المحافظة"، لكنه يؤكد في تصريح لـ"المدى" بانه سيتبقى على القوات الامنية ان تحرر منطقة "شروين" في ناحية المنصورية، وهي مصدر المياه في المحافظة، واستغلها "داعش" في اكثر من مرة في المعارك بعد ان قطع الماء عن الاف العوائل.ويضيف المسؤول المحلي ان "المسلحين لازالوا يتواجدون بكثافة في مجموعة (قرى سنسل)، 7كم شمال المقدادية، بالاضافة الى تلال حمرين". مشيرا الى ان القوات الامنية تقدمت بشكل كبير في السيطرة على المحافظة بعد قطع طريق الامدادات الواصل بين صلاح الدين وديالى بالسيطرة على ناحية العظيم.ويطالب المسؤول المحلي ان يعاد سكان تلك المناطق التي يتم تحريرها في "العظيم" ومستقبلا في "جلولاء والسعدية" باسرع وقت الى منازلهم، بعد ان يتم تأمينها بالكامل وتوفير الخدمات.في موازاة ذلك تقول عضو التحالف الكردستاني في مجلس ديالى امل عمران لـ"المدى" بان "الهجوم على مناطق السعدية وجلولاء انطلق من ثلاث محاور، وهي مناطق الكباشي وحمرين، ومن جهة خانقين".وتضيف عمران بان "منطقة خانقين التي استقبلت اكثر العوائل النازحة، لازالت تحت سيطرة قوات البيشمركة"، مشيرة الى ان القوات الكردية تمكنت من استعادة معظم مناطق جلولاء وقتلت اعضاء بارزين من قيادات "داعش" في المنطقة.وكان محللون امنيون اعتبروا تحرك "داعش" للسيطرة على جلولاء، في اب الماضي، ليس من أجل كسب أرض أو خسارتها، ولكن للسيطرة على آبار النفط في منطقة النفط خانة والتي كانت تبعد عن مواقع تواجد المسلحين بنحو 50 كم فقط، وخطوط الكهرباء وأنابيب نقل النفط والغاز والسيطرة على المنفذ البري الأخير الذي يربط بين كردستان العراق والمحافظات الأخرى".ويعتبر حقل نفط خانة من الحقول الحدودية المنتجة حيث يبلغ عدد الآبار المنتجة فيه حاليا 4 فقط من مجموع 31 بئرا. واغلقت بقية الآبار لأسباب فنية. وكانت وزارة النفط اعلنت عزمها حفر آبار جديدة لغرض رفع انتاج المنطقة إلى أكثر من 7000 برميل يوما خلال هذا العام.الى ذلك قال شيخ عشيرة "الزركوش"، التي تسكن قرب السعدية، واحد قادة الحشد الشعبي عبد الصمد الزركوشي لـ"المدى" بان "القوات المشتركة استطاعت تحرير مناطق ربيعة، ومحمد حيدر، والزركوش والعساكرة، وهي اكبر القرى واهم القرى التابعة للسعدية، وان مركز الناحية منطقة صغيرة والسيطرة عليه امر مفروغ منه".ويشير الزركوشي بان "داعش فخخ اغلب الطرق والمنازل في السعدية، كما ان الحشد الشعبي يشارك الجهد الهندسي في رفع العبوات". مؤكدا ان المسلحين فروا باعداد كبيرة عبر نهر ديالى الى تلال حمرين.تنسيق الحشد الشعبي والبيشمركة ينجح في تحرير شرق ديالى من "داعش"