بغداد/المسلة: تسوّق المملكة العربية السعودية لفكرة التدخل البري في الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي من دون التلميح عن شكل هذا التدخل، وفيما اذا يُقصد منه مشاركة عربية ام اجنبية مع الولايات المتحدة الامريكية، على وجه الخصوص.
فقد قال وزير الحرس الوطني السعودي الأمير متعب بن عبد الله، أن "مكافحة تنظيم داعش تستدعي وجود قوات بريّة".
واكد متعب اثناء لقاءه وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل في واشنطن أمس, ضرورة "جهود التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش".
وقال متعب للصحافيين بعد اجتماعه مع هيغل وكبار المسؤولين في البنتاغون "ناقشنا جهود مكافحة الإرهاب".
ويمثل هذا التصريح تطورا لافتا في المواقف من الحرب على داعش، ففي حين تؤكد الولايات المتحدة
على ان تدخلها البري مستبعد، ترى الرياض بضرورة ذلك، ما يدفع الى الاعتقاد بان السعودية ربما تخطط للاستعانة بقوات خليجية القليلة التجربة في الحروب في المرحلة المقبلة.
وتشارك السعودية الى جانب دول خليجية أخرى في التحالف الدولي ضد داعش، وقامت طائرات سعودية واماراتية بضرب مواقع لداعش في العراق وسوريا.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا 30 غارة جوية على أهداف داعش في سوريا والعراق منذ يوم الأربعاء.
وأضافت القيادة المركزية إن من بين 23 غارة نفذت في العراق استهدفت ست غارات قرب بيجي مبان وعربات ووحدات تكتيكية تابعة لتنظيم داعش بينما دمرت أبنية وعربات وموقع حراسة ووحدتين تكتيكيتين قرب سنجار في أربع غارات. ودمرت أهداف مماثلة أو تضررت غربي كركوك قرب الموصل والرمادي وتلعفر. وعلى صعيد متصل، هونت تركيا والولايات المتحدة من شأن الخلافات بينهما فيما يتصل بمكافحة تنظيم داعش، لكن رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو أوضح أن أنقرة سوف تواصل السعي جاهدة من أجل فرض منطقة حظر طيران في سوريا ورحيل الرئيس بشار الأسد.
ويمثل كلا من تركيا والسعودية قطبان متنافران في الفترة الماضية بسبب المواقف السعودية
المناوئة لجماعة الاخوان التي تنال الحظوة لدى انقرة.
كما تتخوف السعودية من ان تركيا تعد لنفوذ قوي في سوريا اذا ما رحل الأسد.
وفي ذات الوقت لا تحبذ تركيا أي تدخل بري في الحرب على داعش يمكن ان ينتج عنه تقوية شوكة الاكراد الطامحين الى دولة كردية.
وكانت تركيا شريكا على مضض في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد مقاتلى داعش.
وتجادل أنقرة بأن الضربات الجوية للتحالف في سوريا والعراق ليست كافية وطالبت باتباع استراتيجية أكثر شمولا تتضمن رحيل الأسد وإنشاء منطقة عازلة داخل سوريا لحماية المدنيين المشردين.
وقال نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في مؤتمر صحفي مشترك مع داود أوغلو "لقد واجهنا عددا من القضايا المثيرة للخلاف بشدة على المستويين الإقليمي والدولي وكنا دائما في نهاية المطاف نتفق في الرأي".