سنوياً نشهد تصاعداً في عدد حالات الإصابة بالفشل الكلوي، خصوصاً في منطقتنا العربية، وهو الأمر الذي يستدعي منها الالتفات لهذا المرض الذي قد يفتك بصحتنا من دون سابق إنذار، في هذا الحوار نفتح ملف مرض الفشل الكلوي بشكل مفصل لنطرح الأسئلة على الدكتور علي أسعد النجار الذي يُعد أحد أبرز اختصاصيي هذا المجال ممن نشروا سلسلة من المقالات التي تثقف الجمهور العام ومرضى الكلى والأمراض الباطنية الأخرى.
دعنا نبدأ بفكرة ازدياد عدد مرضى الفشل الكلوي. بكم تقدر الزيادة خلال العامين الماضيين؟
ارتفعت الزيادة في العامين الأخيرين إلى أكثر من عشر مرات نتيجة زيادة نسبة الإصابة بالسكري و ضغط الدم.
ما الممارسات الخاطئة التي قد تؤدي للإصابة بالفشل الكلوي مبكراً؟
من الممارسات الخاطئة التي أدت إلى هذه الزيادة الاستعمال الخاطئ لمسكنات الألم كالبروفين وموبك، مما يؤدي إلى تقليل جريان الدم بالكلية، كما أن ارتفاع الحرارة في الآونة الأخيرة يؤدي إلى زيادة فقدان السوائل وتأثير ذلك سلباً على الكليتين.
هل للفشل الكلوي عمر؟ أم من الممكن أن يصيب من هم أقل من ثلاث سنوات؟
في الحقيقة الفشل الكلوي أكثر انتشاراً بين كبار السن، ولكن في الآونة الأخيرة أصبحت هناك زيادة ملحوظة في تشوهات الجهاز البولي لدى المواليد الجدد، وبالتالي زيادة نسبة العجز الكلوي عند الصغار.
وهل هناك أنواع للفشل الكلوي أم أنه نوع واحد ومرحلة واحدة؟
نعم، هناك أنواع ومراحل للفشل الكلوي، هناك 3 أنواع رئيسة للفشل الكلوي، أولها الفشل الكلوي الحاد وهو عبارة عن قصور مفاجئ في وظائف الكلى يحدث في فترة زمنية قصيرة في أقل من 3 أشهر وقد يحتاج المريض في هذه المرحلة إلى الغسيل الكلوي وقد يؤدي للشفاء التام أو الجزئي أي حدوث الفشل الكلوي المزمن، أو الفشل الكلوي النهائي وهو أقل الاحتمالات حدوثاً.
وثانيها الفشل الكلوي المزمن وهو عبارة عن قصور مزمن في وظائف الكلى لمدة ٣ أشهر فأكثر، ويُقسم إلى خمس مراحل بناءً على معدل فلترة حبيبات الكلى للمواد الضارة مثل مادة الكرياتينين في الدم، حيث يبلغ معدل الفلترة للشخص السليم في العقد الثالث من العمر مثلاً من 120 إلى 130 مللتر/ الثانية، ويبدأ هذا المعدل في الانخفاض بعد العقد الثالث من العمر بمعدل 1مللتر/ الثانية في السنة، وهذا الانخفاض طبيعي بسبب عامل التقدم في العمر.
قد يبدو مفهوماً أن تصاب كلية واحدة بأي نوع من أنواع الفشل، ولكن لماذا هناك مرضى لديهم فشل بوظائف الكليتين؟
تصاب الكليتان معا عادة بالأمراض المزمنةsystemic disease كالضغط والسكري وداء الذئبة الحمراء، وتصاب كلية واحدة في حال التهابها، وحصى الكلى المنفردة والتشوهات الخلقية للكلية الواحدة قد تسبب الفشل ولكن هذه الحالة إن لم تُعالج قد تتسبب في فشل الكلية الثانية.
الفشل الكلوي ثلاث مراحل.. حدثنا عنها بالتفصيل وما الذي قد يجعل المريض ينتقل من مرحلة منه لمرحلة أخطر؟
في الحقيقة يمر العجز الكلوي بخمس مراحل وهي:
المرحلة الأولى:
تخفّ وظائف الكلى مع أعراض قليلة.
المرحلتان الثانية والثالثة:
تزداد الحاجة للعناية لتخفيف ومعالجةالاختلال الوظيفي الكلوي.
المرحلتان الرابعة والخامسة:
في المرحلة الخامسة يحتاج المريض إلى الغسل أو الزرع وهناك من يقسمه إلى العجز الحاد والعجز المزمن وهذا تقسيم سريري.
وما طرق علاج الفشل الكلوي النهائي لتجنب الوفاة لا سمح الله؟
أولاً: زراعة الكلى الاستباقي وهو أن يلجأ المريض لإجراء عملية زراعة الكلى من شخص متوفى دماغياً أو من شخص حي كما هو الحال في معظم الأوقات قبل اللجوء لعملية الغسيل الدموي أو البيريتوني.
وتعتبر هذه الطريقة هي الطريقة الأفضل لأنه بهذه الطريقة قد يتجنب المريض كثيراً من المضاعفات الطبية التي قد تحدث للمريض خلال فترة الغسيل الدموي أو البيريتوني ومن ثمَّ يعيش الشخص لفترة أطول بإذن الله حياة ذات نوعية ممتازة.
ثانياً: الغسيل الدموي وهو أن يقوم الشخص بإجراء عملية تنقية الدم من السوائل الزائدة والسموم بواسطة جهاز الغسيل الدموي وتتم هذه العملية في مراكز الغسيل الدموي حوالي ثلاث مرات أسبوعياً وتستغرق هذه العملية حوالي أربع ساعات في كل مرة وهذه الطريقة تعتبر الأكثر شيوعاً واستخداماً.
تقرير روتانا
رد مع اقتباس