تقول المصادر التأريخية ان المرتفع او التل الذي يسمى إيشان حسب لغة سومر والذي كان يطلق عليه اسم تل الاسود كان ساحة استخدمت لغرض المبادلات التجارية هذه المرحلة من بدايات التأسيس لم تكن لها اهمية كبيرة حيث اقتصرت على الاهتمامات التجارية وبيع السلع المتنوعة ثم بعد ذلك وحينما اخذ الناس يفكرون بالاستقرار فوق ذلك التل لادامة هذا التبادل التجاري فكر قسم منهم في الاستقرار هنا وبناء البيوت بعدما بنيت المحال التجارية، لذلك اصبح لهذا التل اهمية تجارية واقتصادية تمثلت في معاملات البيع والشراء وتبادل السلع والخدمات، لذا نالت اهتمام الشيخ ثويني العبدالله السعدون الذي كانت مشيخته قاب قوسين او ادنى من تلك المنطقة القائمة حديثا فاصبحت في وقت قصير ضمن اهتمامات شيوخ المنتفق اجتماعيا واقتصاديا وبعد ذلك سياسيا فاصبح التفكير باستغلالها جديا امرا لابد منه وبسبب ماقدموه هؤلاء الشيوخ من اهتمام خاص بتلك المدينة الحديثة اصبحت مكانا مهما لادارة شؤون مشيختهم ومكانا مرموقا لاجتماعاتهم التي تطرح فيها الآراء لحل المشاكل او مناقشة امور المشيخة العامة لهذا فسرعان ماظهرت على سطح العلاقات فيها المصالح التجارية والاجتماعية المشتركة التي جمعت شيوخ المنتفق مع اهلها وشيئا فشيئا اتسع ذلك النشاط التجاري ليولد علاقات اجتماعية جديدة مع مختلف العشائر المحيطة بالمدينة فجذبت اليها العديد من الوجوه العشائرية من شيوخ ووجهاء واصبحت مقرا للاجتماعات والتعارف بين هذه العشائر وشيوخ المنتفق فسميت بسوق الشيوخ كل ذلك كان قبل عام 1761 م ولكن هذا النمو السكاني والتجاري لم يكن ضمن الاهتمامات الرسمية للحكومة العثمانية حتى ولاية الوالي مدحت باشا عام 1870 م حيث سميت رسميا باسم قضاء سوق الشيوخ وعين فيها اول قائممقام هو السيد حسين باشا ...
هذه المدينة العريقة في كل شيء والتي تقع جنوب العراق تغفو بين احضان الفرات جنوب خط عرض 32 كانت فيما مضى عاصمة امارة المنتفق لاكثر من مئة سنة منذ ان نسب تاسيسها للشيخ ثويني العبدالله
بنيت المدينة فوق ذلك المرتفع الاثري السومري وكانت تضم في بادئ الامر اربع محلات سكنية فقط وقد سميت باسماء الناس الساكنين فيها حينذاك فقد سميت المحلة التي يسكنها الوافدون من نجد والحجاز باسم محلة النجادة وسميت المحلة التي يسكنها الوافدون من بغداد وغيرها من المدن العراقية الاخرى باسم محلة البغادة وسميت المحلة التي يسكنها القادمون من مدينة الاحواز العربية باسم محلة الحويزة بينما سميت المحلة التي يسكنها تجار السوق وبعض الوافدين من الارياف المجاورة باسم محلة الحضر ... منذ تاسيسها الرسمي عام 1870 م.
منقول