حاول الجميع في الأيام الأخيرة معرفة سرّ قوة سيارة ريد بُل في سنغافورة، فالألماني سيباستيان فيتيل كان يُحلّق وحيدًا في الصدارة من دون مُنافسة حقيقيّة من أحد. هذه النتيجة، دفعت العديد للتشكيك بقانونيّة السيارة الزرقاء، وكان في طليعة المُشككين رئيس فريق ميناردي السابق الذي إتّهم الحظيرة النمساويّة بأنّها تستخدم نظامًا للتحكّم بقوة الجرّ.

ولكن الذي غفِل عنه ميناردي، هو أنّ لو الفرق الأخرى تثق تمامًا بأنّ سيارة ريد بُل غير قانونيّة لكانت إعترضت عليها؛ حتّى إنّ فيراري كانت تُريد الإعتراض على تجاوزات فيتيل في السباق الأخير من العام الماضي في البرازيل قبل أن يتبيّن بأنّها قانونيّة.

ما هو سرّ سيارة ريد بُل إذًا؟ يقول الصُحفي جايمس ألين بأنّ ’’مُفتاح الفوز لريد بُل هو تركيزه على قوّة السيارة فور الخروج من المُنعطفات البطيئة. في المُتوسّط، وفي جميع مسارات البطولة، 25% من زمن اللّفة الواحدة هو تحت سُرعة 130 كم/ساعة عند الخروج من المُنعطفات. وبالتالي، فإنّ هذا المجال هو الأكثر أهميّة لتحقيق تقدّم ملحوظ. لو تمكّن أيّ فريق من تحقيق أفضليّة في هذه المنطقة فإنّ زمنه سيتحسّن بمقدار 25%‘‘.

ويُضيف ألين قائلاً ’’أفضليّة ريد بُل ظهرت في سنغافورة كون هذه الحلبة تضّم 23 مُنعطفًا ومُعظم هذه الزوايا هي تحت سُرعة 130 كم/ساعة. لذلك، فإنّ قوّة ريد بُل ظهرت هُناك. ولكن هذه السُرعة لن تظهر على حلبة اليابان السريعة على سبيل المثال، ولكنّ ريد بُل ستكون سريعة في المقطعين الأوّل والثالث من حلبة كوريا‘‘.

كيف يستفيد فريق ريد بُل من هذا الأمر؟ ما قام به فريق ريد بُل للهيمنة على البطولة هو إستخدامه لخرائط خاصّة للمُحرك والتي تُدير تدفق غازات العادم من خلال إستخدامهم بطريقة مُشابهة لإختراع «البلون» الذي أعطى الأفضليّة لريد بُل في 2011 ومُنع بعد ذلك. ولكن الفرق هُنا هو إنّ هذه الطريقة قانونيّة، وليست مُتعلّقة بنظام التحكّم بقوة الجرّ كما أشار ميناردي.

إستمع الى صوت سيارة فيتيل (الأولى) الذي يُبيّن هذا الأمر. إنّ الصوت الغريب للسيارة يُسمع في مُنتصعف المُنعطف، وليس في عمليّة التسارع القصوى، وبالتالي لا يُمكن ربط سُرعة ريد بُل بنظام التحكّم بقوّة الجرّ غير القانونيّ.