عبد الرحمن الهزاع
هل لأني أقوم بعمل في قطاع حكومي أو خاص يمارس عليّ الآخرون ضغوطهم للحيلولة دون تعبيري عما يجول في خاطري؟ أم هل لأني موظف أُحرم من الكتابة بحرية كاملة بعيداً عن ربط ما أكتبه بالعمل الذي أقوم به؟ إنه واقع مؤلم يعاني منه عدد لا بأس به ممن يطلون على الآخرين عبر وسائل الإعلام المختلفة ويكتبون تغريدات، أو مقالات منتظمة أو من وقت لآخر.
كل من يقوم بعمل لاشك أن لديه مشاعره وأحاسيسه وآراءه وأفكاره التي يود الحديث عنها، إضافة إلى ما قد يكتبه من إيضاحات عن طبيعة العمل الذي يقوم به، أو المؤسسة التي ينتمي إليها.
حين نستعرض التعليقات على المقالات أو الردود على التغريدات نجد أن بعض المتفاعلين والمعلقين وصل به الحد إلى المطالبةـ صراحةً، أو تلميحاًـ بأن يرعوي هذا الكاتب (الإنسان) عن الكتابة في الرأي العام والثقافة والفنون وأن يحصر كتاباته في الإجابة عن التساؤلات.
دعوا بني الإنسان، ودعوا المسؤولين يحلقوا في سماء الإبداع. دعوهم يكتبوا بحرية عمّا يجول في خواطرهم دون خوف أو وَجَل من سهام منتقديهم لطبيعة ما يكتبون عنه.
في ظل هذه الأجواء القاتمة هل سيكون البديل للمسؤول أن يكتب بأسماء رمزية، أو الكتابة في حسابين مختلفين أحدهما (رسمي) والآخر (إنساني)؟ أعتقد أنه خيار صعب، ولكن آمل ألا يضطر البعض إلى الأخذ به كخيار وحيد في مثل هذه الحالات.
السؤال الآخر الذي يطرح نفسه هو: هل عندما يكتب المسؤول باسم مستعار سيحظى باهتمام وحجم تتبعي كما لو كان يكتب باسمه الحقيقي؟ أعتقد أن هناك علاقة جذب من نوع ما بين اسم الكاتب وطبيعة العمل الذي يقوم به،
ومن هنا فعليك عزيزي المسؤول أن تتحمل ما قد يرد إليك بين حين وآخر من مطالبات متابعيك بأن تحصر كتاباتك في محيط عملك، وعليك أيضاً عزيزي المتابع أن تترك مجالاً للمسؤول كي يعبر عما يختلج في نفسه ويراه من رؤى وأفكار إبداعية.