عبد الرحمن الهزاع
رجال الإعلام بمختلف وسائله (مسموع، مرئي، مقروء) في حقيقة أمرهم بشر مثلنا، فيهم المتميز وفيهم من لديه قابلية للتعلم والتدريب، وفيهم وفيهم.
حياتهم عادية ويتساوون في أشياء كثيرة مع أرباب المهن الأخرى. الشيء الوحيد الذي قد يميزهم عن غيرهم هو أن نتاجهم وما يكتبون معلن ومتاح لكافة الناس ويصل في وقت سريع.
إن كان في التلفزيون فهناك الملايين من المشاهدين، وإن كان في الإذاعة، أو عبر الإعلام المطبوع فهناك أيضاً ملايين آخرون.
هل هذه فعلاً ميزة، أما أنها مصدر قلق وتخوف لدى رجال الإعلام؟! في الحقيقة نحن صادقون بهذا وذاك، فكثير من رجالات الإعلام معروفون بأسمائهم وصورهم ويقرأ لهم ويشاهد ويسمع أعداد كبيرة من جمهور المتلقين، ولكن في الطرف الآخر نتاجهم متاح للكل نقداً وتجريحاً، ولو على خطأ أو اجتهاد بسيط.
متى ما نطق المذيع أو المحاور حُسبت عليه ألفاظه، ومجالات التراجع أمامه قليلة، وكذلك الحال لكاتب المقال أو المراسل الإعلامي، فمتى ما نُشرت كلماته أصبحت ملكاً للآخرين يفسرونها وفق ما يرون، والمجال أمامهم جميعاً ضيق للتعديل أو التغيير. في مهن أخرى نجد المحاسب، ورئيس القسم، والمبرمج، والباحث وغيرهم،
كثير لديهم فرص متعددة للتعديل حين وقوع الخطأ ولو استغرق ذلك وقتاً طويلاً، فهم يراجعون المرة تلو الأخرى حتى يتأكدوا أن ما سيقدمونه للآخرين خالٍ من الأخطاء أو احتمال التأويل غير المقصود، وحتى لو وقع خطأ فإن مجال الانتشار والتداول يبقى ضمن دائرة صغيرة قابلة للاحتواء في وقت قصير.
إلى أي مدى يمكننا التعاطف معك أيها الإعلامي واحتمال وقوعك في الخطأ؟. أعتقد أن هذا التعاطف يمكن العمل به في إطار محدود، وفي الأمور القابلة للتعديل قبل ظهورها على الملأ مع عدم التكرار. ما عدا ذلك نقول لك لا تعتمد على قاعدة أنك غير مُـنزه عن الخطأ لتكيل لنا الأخطاء الواحد تلو الآخر، هنا سنقول لك قف.