عبد الرحمن الهزاع
كم هي سريعة خطوات هذا الزمن، وكم هو سريع وكبير حجم التغيير في حياتنا اليومية في كل الاتجاهات!. نعيش اليوم ولا ندري ماذا سيكون الغد. الله وحده هو العالم.
ارتسمت أمامي هذه الصورة بكل أبعادها وأنا أنظر إلى حفيدتي (حنين) يوم أكملت عامها الثاني. عدت بذاكرتي إلى الوراء لأتذكر يوم رأيتها أولىمرة في المستشفى وعمرها ساعتان.
بكل تأكيد خلال هاتين السنتين طرأت مستجدات على كثير من الساحات. في السياسة ظهرت وجوه واختفت أخرى، وطرأت أحداث لم نتوقعها.
في الإعلام، ظهرت واختفت العديد من المحطات والقنوات والصحف والمجلات، وكذلك الحال في الإعلام الجديد، حيث دخل مغردون واختفى أو حُجب آخرون.
دعونا نتخيل ماذا سيكون عليه الحال حين تبلغ حفيدتي إن شاء الله العششرين وغيرها كثير من الذكور والإناث. كيف سيكون شكل الحياة، وماذا يخفي لنا المستقبل. لاشك أن عجلة الزمن تدور بسرعة ومعدلات التجديد والاختراع أسرع مما نتصور،
ولكن هل سيمتد الأمر إلى الثوابت والمسلمات العقائدية والأخلاقية والاجتماعية التي نملكها ونتحلى بها ونفاخر.
أتمنى أن نتشبث بأيدينا ونعض بالنواجذ على كل ما هو إيجابي، وأن نسعى لغرس مزيد من القيم والأخلاقيات في جيل اليوم، ونُبقي لهم في الوقت نفسه باب التطور والتقدم مفتوحًا.
أعلم أن المعادلة صعبة بعض الشيء، وأن تيار التغيير يزحف نحونا بقوة، وقد يقتلعنا من الجذور لا سمح الله.
ولكنني على يقين أن لدينا من الثوابت ما هو كفيل بترسيخ أقدامنا على أرضية قوية نقف عليها اليوم، وهي التي عملنا كثيرًا، وأنفقنا الوقت والمال الكثير في سبيل ثباتها.
أي حفيدتي (حنين)، إنها كلمة صادقة مني ومن كل أب وجد بأن ثقتنا فيكم (جيل المستقبل) كبيرة،
وسيكون لديكم من العلم والمعرفة ما هو كفيل بتمكينكم من التفرقة بين الخطأ والصواب، وكلنا أمل في أن تستمر الشمس مشرقة في سمائكم صفاء ونقاء، ولا تنقلب أيامكم إلى ليل دامس ﻻ يدري المرء كيف ولا إلى أين يسير فيه.
أعلم أن المعادلة صعبة بعض
الشيء، وأن تيار التغيير يزحف
نحونا بقوة، وقد يقتلعنا من
الجذور لا سمح الله. ولكنني على
يقين أن لدينا من الثوابت ما هو
كفيل بترسيخ أقدامنا على أرضية
قوية نقف عليها اليوم