النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

يعملها الكبار وتقع فيها لمى

الزوار من محركات البحث: 6 المشاهدات : 335 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: November-2012
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 16,267 المواضيع: 10,019
    صوتيات: 2 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 7698
    موبايلي: Nokia E52
    آخر نشاط: 29/June/2021

    يعملها الكبار وتقع فيها لمى




    سارة السهيل




    الإهمال كلمة حروفها قليلة ولكنها تحمل الكثير من الكوارث، كلمة ترددها الألسن ولا نعرف مضمونها أو نتائجها أو آثارها على حياتنا. وللأسف الشديد أصبح الإهمال ظاهرة تسحق كل شيء أمامنا دون أن نضع الحلول للقضاء عليها.


    قد يظن البعض أن الإهمال سلوك بسيط، ولكنه إرادي دون مراعاة للحيطة والحذر الواجبين من فاعله. فالإهمال ضحيته المهمل ذاته أو الغير، وقد تكون نتائجه معنوية أو مادية، بسيطة مثل الإصابة أو جسيمة مثل الموت، وصوره كثيرة ومتعددة منها:

    إهمال التلميذ في دراسته تكون نتيجته فشله الدراسي، ولكن الإهمال الذي أقصده هو الإهمال الذي تمتد آثاره من الفاعل إلى الآخرين، وتكون آثاره ونتائجه جسيمة وقاسية تصل لإزهاق الروح، مثل عامل المصعد الذي يهمل في عمله وينتج عنه سقوط المصعد بأحد الأفراد وموته أو إصابته.

    وعندما يعمل مهندس في بناء إحدى العمارات ثم تسقط هذه العمارة على قاطنيها نتيجة إهماله وتقصيره في عمله...

    صور الإهمال لا تنتهي ونسمع عنها كل يوم ونقرؤها ونحزن لفترة وتستمر الحياة دون توقف،ليصبح الإهمال ظاهرة تزهق أرواحاً جديدة كل يوم ونحن نقف مكتوفي الأيدي، ولا نجد سوى بعض كلمات نرددها من تنديد ونبذ ورفض..

    ولكنني هذه المرة أجد نفسي وقد مللت ما يحدث لأطالب بوقفة حاسمة للتصدي لهذه الظاهرة التي استشرت في مجتمعاتنا العربية في الفترة الأخيرة بشكل خطير ومدمر لكل ما هو جميل، وخاصة بعد الحادث المؤسف الذي هز كل من قرأه أو تابعه عبر وسائل الإعلام المختلفة للطفلة السعودية لمى الروقي ذات الستة أعوام التي اغتالت حياتها يد الإهمال والتقصير والتي سقطت في بئر بمنطقة الأسمر بتبوك،

    منذ أيام قليلة على عمق أكثرمن 100 متر تقريباً، ومر أكثر من أسبوعين على سقوطها ولم يكن قد انتشل جثمانها بعد، رغم المحاولات العديدة من المسؤولين من رجال الإنقاذ، ولكن الأمل كان لدى أسرتها في الحصول على جثمانها الطاهر رافضين أن يكون هذا البئر قبراً لابنتهم، مطالبين بانتشال جثمانها من هذا البئر العميق.

    أشعر وأنا أتابع وسائل الإعلام وهي تتحدث عن الطفلة بحزن عميق يعتصر الفؤاد ويجعلني في حالة دهشة واستغراب مما حدث لهذه الطفلة البرئية، والسبب الإهمال. هذه المسكينة لم تقترف شيئاً فى حياتها وعمرها القصير جدا لتدفع ثمناً لإهمال وتقصير...

    قد يكون الفاعل الظاهر أمام البعض هو صاحب البئر، ولكن المؤكد أنه ليس الفاعل الوحيد بل شاركته أيد أخرى في إهماله، والضحية كانت لمى.

    يجب أن نعترف بحقيقة مهمة أن هذا الإهمال ليس الأول ولن يكون الأخير، والذي يقف خلفه ووراءه فساد ومحسوبية تدافع عنه ولا تريد القضاء عليه وتتغاضى عن عقاب المهمل على سلوكه الإجرامي، فهذا الحادث قد يكون فاعله المباشر هو صاحب البئر التى سقطت بها،

    والذي لم يفكر في أن هناك أشخاصاً يمكن أن يكونوا ضحية لإهماله، وقد يكون هدفه خيراً للناس أو أهدافاً لا نعرفها، ولكن النتيجة النهائية هى حياة لمى بسبب إهماله ترك هذه البئر لمدة تصل لثمانى سنوات دون ردمها، وفي نفس الوقت تحت أعين الجهات الرسمية دون أن تتحرك، ليأتي يوم أسود حزين تسقط فيه لمى وهي في عمر الزهور لتلقى مصرعها.

    جاء الوقت لكي لا تمر هذه الجريمة أو غيرها من صور الإهمال دون عقاب، يجب وضع القوانين للقضاء على هذه الظاهرة التي تجثم على صدورنا وتدمر حياتنا وتأخذ من بين أيدينا أحباءنا، بسبب تساهلنا وصمتنا.

    وفي رأيي أن الإهمال أسبابه كثيرة وهي موجودة داخلنا وهى لا تحصى بداية من الثقة الزائدة عن الحد، إلى اللامبالاة... إلخ.

    وأعتقد أن أولى وسائل التصدي للإهمال هي الردع بوضع القوانين التي تنص على عقاب المهمل، فالعقاب يمنع المهمل حتى لا يكرر فعلته، كما يمثل تحذيراً عاماً للآخرين لمنعهم.

    الإهمال يكون من الصغير والكبير، لكن إهمال الكبير تكون نتائجه أكثر جسامة ويستحق عقاباً أكبر لفاعله، وقد يودي بحياة الصغار، وهنا يصدق المثل الذي يقول «يعملوها الكبار ويقعوا فيها الصغار».

    تأثرت بقصة لمى بشكل خاص كون المجني عليه طفلة، وقلت لنفسي إلى متى يبقى أطفالنا ضحايا وإلى متى سنبقى مصدراً لتعكير صفو حياتهم، إن لم نكن مصدراً لسلبهم أرواحهم؟! إلى متى يبقى الطفل العربي آخر اهتماماتنا. متى ندرك أن هؤلاء الأطفال هم ذخيرة الوطن وعتاده وهم من سيحموننا في كبرنا وهم من سيبني أوطاننا، بل سيصلحون ما أفسدناه.

    متى سندرك أن الطفل بذرة نزرعها بأرض صالحة ونحسن رعايتها ونرويها من قلوبنا وخبرتنا ونعطيها ما نملك لنحصل على ثمار ناضجة صالحة بلا آفات. إن هذه البذرة لو زرعناها ولم نرعَها ستموت أو ستذبل وربما أورثتنا العطب والخيبة.

    جاء الوقت الذي يجب فيه أن تتحرك كل مؤسسات الدولة في بلداننا العربيه لرعاية الطفل والطفولة وحمايته من كل خطر.

    انتبهوا يا كبار قبل أن تفقدوا صغاركم، فكلكم آباء وكلكم مسؤولون عن الطفولة.



  2. #2
    المشرفين القدامى
    تاج النساء
    تاريخ التسجيل: August-2014
    الدولة: العراق
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 13,420 المواضيع: 620
    التقييم: 4395
    مزاجي: الحمد لله
    المهنة: مهندسة
    أكلتي المفضلة: السمك المشوي
    موبايلي: كالكسي
    آخر نشاط: 19/August/2016
    شكرا للطرح الرائع
    دوم الابداع والتالق
    تحيتي

  3. #3
    صديق فعال
    تاريخ التسجيل: August-2014
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 565 المواضيع: 11
    التقييم: 174
    مزاجي: فرحان
    أكلتي المفضلة: السمك المسكوف
    موبايلي: نوكا
    آخر نشاط: 5/April/2018
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى سيف العقيلي
    اختيار مميز
    تحياتي

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال