روتانا - جدة
"شردتوا البرد" العبارة التي أصبح السعوديون و السعوديات يرددونها على مسامع بعضهم البعض بعدما بدأ شهر الشتاء في تغيير المناخ بكافة أنحاء السعودية, حيث تحوّل البعض و بشكل مفاجئ إلى اختيار ملابس الشتاء بما لا يناسب طبيعة الأجواء التي لم تصل أوجها بعد.
ويعتمد البعض "اللوك" الشتوي بمبالغة شديدة, حيث أعلنوا الحرب ضد الأجواء الباردة قبل حتى أن تبدأ , وتحوّلت خزاناتهم من خزائن عادية إلى مخازن للصوف و الفرو والملابس الثقيلة , وكل ذلك تحصناً من البرد القارس الذي لم يحل بعد!
عن هذا تقول هتان بخاري من مكة: "كل عام تتكرر نفس القصة, بمجرد أن نفرح بنسمة من البرد بعد أشهر طويلة من المعاناة مع الأجواء الشديدة الحرارة يتصرف البعض و كأنه في الأسكيمو, وأحياناً و كأنه في القطب الشمالي أو الجنوبي ,
حيث يلف نفسه من رأسه و حتى أخمص قدميه بالصوف و الملابس الثقيلة , وقد لا يجلس في البيت دون لحاف , وكل ذلك و نحن لم نشهد الأجواء الباردة كما ننتظرها ونتمناها أن تكون,
ولذلك نخاف من أن يهرب منا البرد قبل أن نستمتع به عقاباً لنا على عدم معرفة قيمة و نعمة هذه الأجواء".
أما أمل بوقري من جدة فتقول: "لا أستغرب إذا رأيت أحدهم يكتف أبناءه داخل المجمع التجاري على سبيل المثال بالصوف و الملابس الثقيلة و القفازات , فنحن نخاف البرد و نتعامل معه و كأنه جاء ليمرضنا و يقتلنا و يقتل أبناءنا ,
و لذلك لا تستمر الأجواء الباردة مطولاً لدينا , فنحن نتعامل مع الشتاء بتخوف , وعندما نسمع صوت الأمطار و الرعد ونرى البرق ينير السماء لا نقول الحمدلله بل نقول أعوذ بالله وكأن الأجواء الباردة ليست نعمة من رب العالمين".
من جهة أخرى عبّر بعض الإعلاميين عن تشوقهم للأجواء الباردة, من بينهم الإعلامي مشعل المعرفي حيث علّق قائلاً: "الشتاء ضيف ليس ثقيلاً , ننتظره أشهراً , و عندما يأتي يرحل بسرعة" ,
بينما نظم بعض الشعراء أبياتاً تغزلاً بالأجواء الباردة , ومنهم الشاعر سعيد الثبيتي الذي قال: "عرفت أميز بين صح وغلط .. لكن شفتك وفكري بك شرد.. خيالي وقلبي فيك ارتبط .. ونهل حبك مثل هل البرد",
والشاعرة أصايل نجد التي نظمت أبياتاً تغازل بها أجواء الرياض الباردة قائلة: "جيت الرياض وجوها غيم ومطر .. وقلوب أهلها مثل حبات البرد .. وريح المطر ممزوج مع ريح العطر .. وارتاح بالي وكل همآ بي شرد".