خلاصة الكلام في شعيب بن صالح



يُعدّ خروج شعيب بن صالح العلامة الثانيه على ظهور الإمام المهدي عليه السلام, وليس هو مَلِكاً ولا رئيساً وإنما هو أحد القادة العسكريين الذين يقودون الجيوش ويخوضون المعارك, وقد جاء التأكيد عليه من أجل انصباب تحركاته في مصب التمهيد والتوطئة لظهور الإمام المهدي عليه السلام قبل ظهوره, وليكون بعد الظهوره عليه السلام, أحد قواده, بل وزيره في بعض الشؤون العسكريه والسياسية على مايبدو.
وهو شعيب بن صالح التميمي الذي يعني أنه من بني تميم الموالي, رجل ربعة أسمر الوجه أصفر كوسج خفيف اللحية ثيابه بيض وقلنسوته سوداء. ويمتاز بالشجاعة الفائقة والصبر والإستقامة في الحروب بحيث لو قاتل الجبال لهدّها واتخذا فيها سبلاً, والروايات تزخر بالتعابير الممجدة بت حتى تقرنه بجبرئيل وميكائيل. هذا وينبع شعيب بن صالح من الطالقان أو طهران ويترعرع وينشأ هناك, ثم يخرج في خراسان مرة مع الخراساني وفي طهران مع الحسني الخارج من نحو الديلم, يقاتل فلول العباسيين مرة ويشتبك مع جيوش السفياني في حوالي الكوفة فينتصر عليها ويقتلهم ليستنقذ الأسرى من أيديهم تارة أُخرى. حتى يلتقي جيش الحسيني وجيش الإمام المهدي عليه السلام فيسلمها الحسني ويكون شعيب بن صالح قائداً للإمام المهدي عليه السلام و وزيراً له. كما تشهد الأخبار بتواجده في العراق والشام والحجاز سواء كان تواجداً عسكرياً أو غيره في مجال التمهيد للمنتظر ودولته, ويستشعر منها دوره الفاعل في تحرير بيت المقدس, وفتح فلسطين وغيرها. وهناك قرائن حاكيه عن اتصاله المسبق بالإمام المهدي عليه السلام قبل التقاء الجيشين, وعندما حاولنا كشف القناع عنها تبلور لنا سر آخر وواقعة اُخرى تتلخص بتحقق ظهورين للإمام المهدي عليه السلام وقيامه بتحركين بين الحجاز والعراق أحدهم مع الخواص والآخر معلن. وذلك عند توجه الجيوش الخراسانية والرايات السود, فإن تلك الجيوش تفقد قائدها وتتحير لأنه يسبقهم إلى الكوفه ليخرج هو والإمام متخفياً إلى المدينة بعد وصول جيش السفياني, وقدومه إليها بهدف القبض على الإمام عليه السلام والقضاء على حركته. وعندما يصل إليها السفياني ويعلم بخروج الإمام عليه السلام مع شعيب إلى المدينة يبعث السفياني جيشاً آخر في أثرهما إلى المدينة, وتظل بقية جيشه التي لم تترك الكوفة في صراع جيوش خرسان, حتى ينتصر عليهم الجيش الخراساني ويخرجهم عنها ليستقر هو الآخر فيها إلى قدوم الإمام عليه السلام مرة آخرى. ولما يصل جيش السفياني الثاني إلى المدينة يكون الإمام المهدي عليه السلام وشعيب قد خرجا منها إلى مكة, فيبعث السفياني الجيش في أثرهما حتى إذا توسط البيداء خُسف به. هناك يجتمع أصحاب الإمام الثلاثمائة وبضعة عشر فيبايعونه بين الركن والمقام ويلتحق به من يلتحق, ثم يتجه نحو المدينة فيجعل عليها رجل من أصحابه ويسير عليه السلام هو وأصحابه إلى الكوفة ليلتقي بجيش الحسني الذي استتب له الأمر فيها وخضعت له أطراف البلاد فيسلم الحسني الجيش إليه فيسير الإمام عليه السلام والجيوش على أثر ذالك إلى الشام وبيت المقدس. هذا هو المستفاد من مجموع الأخبار, والمستفاد من خصوص المعتبرة منها أصل خروج شعيب بن صالح وعلائميته مع شيء من الإغماض.



منقول