يمر العالم العربي في هذه الأيام بأوقات عصيبة. وسط الحروب والتطرف، حياة الجميع قاسية للغاية. لكن النساء يعانين من هذه الظروف أكثر. فمصير المرأة في وسط هذه الفوضى هو جانب ملفت جدا ويستحق الحصول على المزيد من الاهتمام. إنها تتعرض للأسر والبيع والاغتصاب والقتل وأكثر من ذلك.
العديد من الأطراف المشاركة في النزاعات الجارية مذنبة باساءة معاملة النساء، من الجيوش النظامية إلى الميليشيات والجماعات المتطرفة الخ.
على مر التاريخ، كان أحد المصائر المأساوية لأي امرأة أن تسبى في حرب لأن معاملة السجناء الإناث من قبل الجيوش المنتصرة كان عموما همجيا إلى حد كبير.
اعتبر الاغتصاب على مدى قرون تعود إلى العصر اليوناني والروماني، باعتباره أحد "غنائم حرب". فعندما تحتل الجيوش وتنهب المدينة، كانت مكافأتهم كل شيء في المدينة يمكنهم أخذه أو حمله، بما في ذلك النساء وفي بعض الحالات الفتيات والرجال والفتيان. الهدف من هذا الاستعباد والاغتصاب هو لإثبات أن رجالهن لا يستطيعون حمايتهن و "لإفساد" النساء لأنه في بعض الثقافات يتم نبذهن من قبل رجالهن، ويطردن من مجتمعهن. الاغتصاب كان يستخدم كشكل من أشكال التعذيب والترهيب والإبادة الجماعية.
الاغتصاب في الحرب قديم قدم الحرب نفسها. بعد نهب روما قبل 16 قرنا، اعتبر سانت أوغسطين الاغتصاب في زمن الحرب "شرا قديما وعرفيا". وقد قلل من آثاره باعتباره وجها مؤسفا لكنه أثرا جانبيا لا مفر منه كنتيجة لإرسال الرجال إلى الحرب. تعاملت اليهودية كذلك مع هذا الأمر ؛ في التوراة يمكنك العثور على وصايا محددة بشأن هذه المشكلة المتكررة كون القدماء كانوا يشنون الحروب دائما.
العالم الآن مختلف. أقر مجلس الأمن الدولي رسميا أن الاغتصاب قد استخدم كأداة من أدوات الحرب. واعتبرت الأمم المتحدة المشكلة كالتالي : "إن الاغتصاب الجنسي في الحرب هو واحد من أعظم ضحايا الصمت في التاريخ وواحدة من الفظائع الأكثر تطرفا حاليا. ففي العديد من السياقات، العنف الجنسي ليس مجرد فعل جنود مارقين، ولكنه تكتيكا حربيا متعمدا. إنه يهجر، ويرعب ويدمر الأفراد والأسر والمجتمعات بأكملها، ويصل إلى مستويات لا يمكن تصورها من القسوة ضد النساء من جميع الأعمار من الرضع إلى الجدات. ويمكن أن يترك الناجون مع صدمات عاطفية وضرر نفسي وإصابات الجسدية، وحالات حمل غير مرغوب فيها، ووصمة العار الاجتماعي والأمراض المنقولة جنسيا مثل فيروس نقص المناعة .. "
في يونيو 2008، اعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار التاريخي رقم 1820، مؤسسا لأول مرة أن العنف الجنسي أثناء الصراعات وتداعياتها يشكل تهديدا للسلام والأمن الدوليين.
http://www.unwomen.org/~/media/headq...onflict_en.pdf
مع هذه الأنواع من القرارات والحملات العالمية ضد الاغتصاب في الحرب، أصبح العالم أكثر حساسية. ، واتفاقيات جنيف، التي تنظم معاملة المدنيين في الحرب، يتم احترامها على الأقل من الناحية النظرية من قبل السياسيين والجنرالات في معظم الدول اللائقة. ولكن في أجزاء كثيرة من العالم، ووسط فوضى الحرب غير النظامية، مع جيوش أو ميليشيات خاصة سيئة الانضباط، تحمل هذه المعايير قليلا من الوزن.
لم تقتصر هذه الممارسة البشعة في العقود الأخيرة على متطرفي داعش الإسلاميين، ولكن للأسف شوهدت في كل حرب - من افريقيا الى البوسنة إلى منطقة الشرق الأوسط وإلى أمريكا الجنوبية ...
ولكن لا أحد حاول تبرير ذلك مثل داعش ؛ لا أحد سماه بوقاحة العبودية المقبولة. يفصل مقال في العدد الأخير من مجلة داعش باللغة الإنجليزية على الانترنت،
دابق، بعنوان "إحياء الرق قبل الساعة" تفاصيل المبررات الدينية لإعادة العمل بهذه الممارسة التي انتهت في كل مكان إلا في بعض الدول الإسلامية منذ أكثر من قرن. فيما رجال الدين المسلمين ، الذين ينقلون آيات قرآنية والأحاديث مناقضة تثني على تحرير العبيد كعمل فاضل ، غالبا ما يصفون تخلي الإسلام عن العبودية كدليل على قدرته على التكيف مع العصر الحديث.
العالم اليوم يهتم بحقوق الإنسان، وبالحرية، وبحقوق المرأة، وبالحيوانات، وبالبيئة وبالكثير من الامور التي لم يكن البشر حتى يفكرون بها في الماضي ...
هل يمكنكم أن تتخيلوا لو أن كل دين أو شعب عاد لكتبه المقدسة أو تراثه وطبقه حرفيا اليوم؟ لا شك أن اللوحة ستكون مرعبة. لقد استخدمت كلمة "بربري " لوصف غير الحضاري والسلوك غير الإنساني. البرابرة اليوم هم داعش.